السنة الحادية عشر ـ العدد132 ـ ( محرم ـ صفر 1434  هـ ) كانون أول ـ 2012 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

 

قل للمذلة منها ألف هيهات

قال احتملني فهل عن كربلا خبر؟ أفِضّ عليَّ بما تـدري وتدّخــرُ
فقلت أنصت، فعاشوراء لي سنن فيها دروس مع الأجيـال تنتشـرُ
إني تعلمت من سـبط النبي متى سـاد الظلوم وأتباعٌ له كثــروا
أن تنصـر الحق مهما قلّ داعمه ونافق البعض أو منهم به كفــروا
فاخرج إلى الظلم منّاعاً ومنتفضا إنّ المنايــا مواقيـت لها قــدر
هذا الحسين مضى، عنوان ثورته إنّ الدمـاء على السَّيَاف تنتصـرُ

*****************
وقال مهـلاً أراك الآن منزعجاً فقلت كـلا وهبْتَ الروح منفرجا
فرغم قلتهم مـع كثـرة منعت ركب الحسين ومع هذا لهم خرجا؟
فقلت مهلاً رجال الحق هم فئة فيهم حسـابك هذا ليس مندرجا
فانظر لثـورته الغراء إذ رفعت فوق الرؤوس وأعطت للهدى فرجا
وقلت يا ليتني يا سـهم حرملة كنت الرضيع بأحضان الذي خرجا
بالقرب من صدره المملوء ثانية أشتمّ من عطره الفواح ما نسـجا
وارمِ سِهامك نحو النحر صائبة وأقضِ على مهجتي أو قطِّعِ الودجا

*****************

فقال عـذراً وخبرني بإيضــاح عن الرياحي وما قد حلَّ في السّاحِ
أجـل فـذاك فتى قلّت نظـائره فلم يبـال لســّيافٍ ورمّــاحِ
وفارق القوم، قدّام الحسـين خبا هل يغفـر الله ميلي نحـو سـفّاحِ
نزلتَ من بطنها حّراً وذا شـرف لا تـؤخـذَنَّ كجيـّاءِ ومـرواحِ
فعاد نحو عتـاة الأرض يضـربهم ويا لغضـبة قتّـــالٍ وجـرّاحِ
فحاصرته ذئـاب الغدرِ فاطلعت له الحـواري فقال اليوم أفراحـي
إني تعلـمت أن الحـرّ تطـربـه طرق الكواكـب لا مجـذاف ملاّحِ
حرية المـرء في ديـني مقدسـة ودونـها بـذل أجسـاد وأرواحِ
فقال مهلاً تـرى ما كان من عدد يكفي قبالة هـذا الكـمِّ والعـددِ؟
فقلت في حينها جيـش اليزيد عَلَوا بالمال والخيل والأفـراد والمــدد
لكننا اليـوم أعـلاهم وأكثرهـم زاد الحسـين بنا والعــيُّ لم يـزدِ
لا تنظــرن إلى الدنيـا بسـاعتها وانظر إلى حكمة الأيـام والأمــدِ

*****************

فقال: اصـبر وسـامحني لزلاتي وما تخمـر من ريب اعتقــاداتي
ما للنسـاء وللصحراء إذ خرجت وللمعــارك أو للمدلهمّــاتِ
فقلت ذلك ركب من ســرائره بعد النبـوة إلهـام القــراراتِ
يأبى المذلة مهما قلصــوا عدداً قـل للمذلة منها ألـف هيهـات
يا ديـن إن لم تقــم إلا بمقتلنا فيا سيوف خذيني وانحــري ذاتي
من يلحق الركب فليرقب شهادته ومن تخلـف ما نــال الفتوحات
يا ديـن إن لم تقــم إلا بمقتلنا فيا سـيوف خذيني قطعـي ذاتي
يا أكثر الناس شبهاً بالنبي صـفة بالخلق بالسمت في جُـلّ النعوتاتِ
خرجت تصلحهم خلقاً ومعتقدا فقـابلتك ذئـاب الجاهليــاتِ
كأنما كرهوا الحق الذي معكـم فاستحكمت فيهمو نـار الحمّيات
ففرقوا الرأس عن جسـم مفتحة له من الفضل أبـواب السماواتِ
يا ليتني كنت ذاك الجمع شـاهده لنلت في حينـها كبرى الكراماتِ
ما خلتهم بشــراً كانوا ملائكة يحاربون وحوشــاً مسـتعراتِ
من أنبأ الشمس مات السبط فانكسفت وأحمر من دمـه مـاء المحيطـاتِ
هذا ابن بنت رسـول الله سيدنا وسيد يوم إيفـاء الشــهاداتِ
أبى الزمـان له نسـياً ليذكـره ما دارت الأرض أصحاب المروءاتِ
يا قاتلاً دمعـة الزهـراء مهلكة اليوم ثم غـداً يـوم المقاضـــاةِ
يا عين صبي دموع الحزن راوية ما جره الشـمر من هم وويـلاتِ
يا من رغبت يزيداً سؤت منقلباً ألم تراعِ حسـيناً أيهـا العــاتي
ولم تراعِ لـه جـداً ولا نـسباً وما حفظت لـدين الله حــرماتِ
وأقبلت نحـوه الحـوراء باكية يا ويلتاه ويا كبـرى المصيبــاتِ
قم يا حسـين وقبلني تودعني فبعد قتـلك أصبحنـا ســبيات
بالأمس مات أبي طعناً تلاه أخي سُـماً ويومـك أرداني بآهــاتي
كأنني اليوم بالزهراء صـارخة يا أمـة الظلم رفقـاً بالبنيــات
إن كان فيكم بقايا من نبيكـم فرحمـة بحبـيبي والغريبـــاتِ
قم يا حسين فما لك لا تحدثني بلغ لأمـي من قلـبي سـلاماتي
والنحـر قبلته والصـدر ثانية لقد بـررت بإيفـاء الأمـاناتِ
تسير مركبة الحـوراء حيث ترى دم الحسين سـيرسي صدق آياتِ
سـر نحو قمِّ وطـوسٍ ثم في نجف لأرض مصر وأرض الشام مّـراتِ
وأعمل الفكر في صفـو تقلبـه أليـس يعنيك توزيـع المقامـاتِ؟
إذا ضـربتم لذاك المجد في سـفر إلى الحسـين فرادى أو زرافـاتِ
وسال دمعكمُ من وجدكم شـغفاً واستــحضر القلب أياماً مجيدات
لئن بسطتم لسبط المصطفى يدكم فبلغــوه ولائــي مع تحيـاتي


الشيخ إبراهيم مصطفى بريدي


اعلى الصفحة