اللوحة الثانية: جداريات

السنة الحادية عشر ـ العدد132 ـ ( محرم ـ صفر 1434  هـ ) كانون أول ـ 2012 م)

بقلم: غسان عبد الله

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الاشراف على الموقع:
علي برو


للمراسلة

الصفحة الأولى عبرة الكلمات

ظلام

إلى ذلك الخيطِ من النورِ الذي تسلَّلَ إلى غرفَتِهِ بشراسةٍ.. رويدَكَ.. ماذا تُرِيدُ هنا..؟؟ أما وَسِعَتْكَ ألوفُ الدنى؟؟.. تجرُّ الدمارَ على صمتِهِ وتجرَحُ ظلمَتَهُ بالسنا.. فكم نَهَرَتْكَ دموعُ الزمانِ.. وكم خَشِيَتْ منكَ بيضُ المنى.. ألا دعه يأوي إلى يأسه جَنَيْتَ، ولكنَّهُ ما جنى.. ففي مقلتيه صقيعُ الشتاءِ يحطِّمُ معولُهُ ما بنى.. وتلك العناكب قد أسرعت لتنْسُجَ بين الرؤى موطنا.. وعدت لتسألَ: هل غيَّبَتْهُ القبورُ أم الصمتُ صمتُ الونى.. رويدَكَ.. لم يبقَ من عمْرِهِ سوى شهقاتٍ ويثوي هنا.

اشتياق

ممتحقاً قمرَ المغيب،‏ يشهقُ الشفق‏ُ زارعاً رعشاتِه‏ِ على صدر الفجر‏.. فتورِقُ صفحةٌ شاعرة‏ٌ وتتدلّى روحي‏.. كنخلِ الحروف‏ِ زمرداً مشكولاً بجدائلِ الأنهار‏.. فتشتاقُ الأشجار‏ُ لمطرِ حُلْمٍ،‏ لغيمِ الحنين..‏ تشتاقُ لرائحةِ الخبزِ‏ وضحكات الصنوبر.

زهرةُ دوَّارِ الشمس

على شواطئِ العمرِ أمام الغيومِ البنفسجيةِ والشمسِ التي تتهيأ للنزولِ إلى البحرِ.. جيادُ الريحِ السريعةُ تطارِدُ الأمواجَ... أيامٌ وسنينٌ.. وما زالت زهرةُ دوَّارِ الشمسِ الصغيرةِ بوجهها الضاحِكِ البهيجِ.. وشعرِها الذهبي.. وأوراقها المصفِّقَةِ.. تتألَّقُ.. وتتألق.. في أعماق القلب، فرحاً طفليَّاً وباقةً من شموع، بطاقةً مدهشةً وقَّعَتْها يدُ الحياةِ.

التيه

فوق حقولِ الربيعِ كان يطارِدُ أحلامَهُ والفراشاتِ.. وتحتَ مطرِ الخريفِ يغني.. وعندَ الحصاد..، وفي الصيفِ يغفو على السطحِ تحت النجوم.. يراوده التيهُ مقتحماً صفْوَهُ.. وفي الصُّوَرِ الآسرةِ.. يدخُلُ المستحيلُ.. يحاصِرُهُ الجوعُ والبائعون.. تطارده الأذرعُ الغادرةُ.. تحشوه قَشَّاً وتعرُضُهُ لفضول العيون.

 

أوان الاحتفال

تعالَ.. اقتربْ يا رفيقَ دمي من دمي.. دمي الذي سفحتَ عليه وشاحاً من الدفءِ والياسمينْ.. فهذي العنادلُ تياهةٌ بالشذا والرفيفُ وهذا أوانُ الحصادِ.. أوانُ الحنانِ الشفيف.. أوانُ الصيفِ في قرانا التي انتظرناها طويلاً.. أوان الاحتفال بعيد التقاء اليد باليدِ الأخرى.. بالأملِ الذي عادَ يرفو على تلةٍ وقصيدة.. هذي القصائدُ تنتظرُ الإيابَ.. ها قد مضى كما أردتَ عن قرانا خريفٌ الخوفْ.. وبيني وبينك أرجوحتانِ لعمرِ الطفولةِ.. والكلمات التي يبتدي مجدُها.. في انهمارِ النزيفْ.

أيها المطر

المطرُ أبيض.. وكذلك أحلامي.. ترى هل تفرقُ الشوارعُ بينهما؟.. المطر حزين.. وكذلك قلبي.. ترى أيهما أكثر ألماً..؟.. حين تستحقهما أقدام العابرين... أيها المطر.. يا رسائلَ السماء إلى المروج.. علمني كيف تتفتقُ زهرةُ القصيدةِ من حَجَرِ الكلام.

مرايا الوهم

أما آنَ لي أن أحرّرَ من قارورة العطرِ.. أرقي.. أحرّرَ من توابيتِ القبيلةِ.. وجعي

أحرّرَ من مشنقةِ الغبَن.. عُنُقي.. ومن مرايا الوهم.. وجهي.. لأبحثَ عن صوتي في ثرثرة النّوارس لأمواج البحر.. وأرسم بطاقة كِياني في وشوشة الورق لأمواج الحبر..!!

نداء

ناديتُ.. ناديتُ.. لعلّكَ تدرِكُ حُزني وآلامي.. ناديتُ .. ناديتُ.. لعلّكَ يوما تتوقفُ عن مُطاردة فراشاتِ الحقل.. لعلّكَ يوما تكُفّ عن الرّكض فوقَ الطرق.. لعلّكَ تُدركُ وحدَكَ أنّكَ لا تزالُ وسوفَ تظلّ في بحث مُتواصل عنّي.. ناديت.. لم تسمعني إلا الرّيحُ.. لم يَسْكُنِّي إلا المطرْ.

الصفحة الثانية: عيون الشعر العربي 

إبراهيم الطباطبائي

سبط النبي

إِن الحسين وصحبه أيدي العدى          حملت رؤوسهم على خرصانها

تخذت قراها الخيل مركضة لها           تعدو عواديها على جثمانهـــا

وجنت على سبط النبي وأظهرت         من حقدها ما أضمرت بجنانهـا

تباً لهـا من عصبة أمويـــة                 نقض المواثق لم يزل من شانها

نقضت عهود المصطفى ببنيه في          يوم تمادى الغي في خذلانهــا

الشريف الرضي

هي الأيام

عَجِــزنا عَن مُراغَمَةِ الحِمامِ          وَداءُ المَـــوتِ مُغرىً بِالأَنامِ

وَما جَزَعُ الجَزوعِ وَإِن تَناهى         بِمُنتَصِفٍ مِنَ الـــداءِ العُقامِ

وَأَينَ نحورُ عَن طُرُقِ المَنايا         وَفي أَيدي الرَدى طَرَفُ الزَمامِ

نَوائِبُ ما أَصَخنَ إِلى عِتابٍ          يَطولُ وَلا خَدِرنَ عَلى مَلامِ

هِيَ الأَيّامُ تَأكُلُ كُلَّ حَــيٍّ              وَتَعصِفُ بِالكِرامِ وَبِاللـِئامِ

وَكُلُّ مُفارِقٍ لِلعَيشِ يَلقــى             كَما لَقِيَ الرَضيعُ مِنَ الفِطامِ

ابن الجباس الدمياطي

الصبر

مُتيَّمٌ قـــد أَذابَهُ كَمَــدٌ             يَبِيتُ مِن وَجْـدِهِ على خَطَرِه

مُعَلَّقٌ بِالرَّجــاءِ ظاهِــرُهُ          يُخبِرُ عَمَّـا أَجَـنَّ مِن خَبرِه

يَطِيبُ رِيحاً ويُسـتلَذُّ جنىً     على أَذىً زادَ فَوقَ مُصطَبِرِه

كأَنّهُ الحُـــرُّ حالَ مِحنتِهِ       يَزيدُ صَبْراً على أَذَى ضَرَرِه

حسين بحر العلوم

في كربلاء

تهدى حواســر أسرى للشآم وما           لها برغم العلى غير العليل حمــي

لهفي عليك فكم قاســيت من كرب        في كربلاء وكم جرعت من ألــم

إن لم أكن لك في يوم الطفوف وقا       أقيك وقع القنا والصارم الخــذم

ما زلت في عبرة مضنى الفؤاد فما       قلبي بسال ولا دمعي بمنســجم

يهدي السلام إلى علياك ما نسمت       ريح الصبا سحراً من بارئ النَّسم

محمود قابادو

عَيني كربلاءُ

حَبيبي إنّ حبّك ملءُ قَلبـي                    وَإِن لَم تحظَ مِن رؤياك عينُ

يقرّبُكَ الضميرُ إليّ حتّـى                      يُخيّل أنّه مـــــا ثمّ بينُ

فَقَلبي مِنكَ مرآةُ التجلّــي                       وِذكركَ في جلا الأصداءِ قينُ

وَعَيني كربلاءُ جرَت دماءً                      لأنّ مِنها قد اِفتُقِدَ الحســينُ

مصطفى لطفي المنفلوطي

يوم عاشُوراءَ

جاوزتَ يا يوم عاشُوراءَ حدَّك في            خَطبٍ تركتَ به العليـاء في أَودِ

خطبٌ تكادُ له الأفلاك تَسقُط من           جوانب الجوِّ فوقَ التربِ والوَهَدِ

حُزناً على رجلٍ كانت تدينُ لـه             الآمالُ تبغى لديه غايةَ الرشــدِ

حُزناً على زينة الدنيا ورنقهــا               لما هوى بدرُهُ الوضاءُ عن صُعُدِ

  

اعلى الصفحة