التجمع يقيم حفل إفطاره السنوي في مطعم الساحة

 

السنة الثانية عشر ـ العدد140 ـ ( رمضان ـ شوال 1434  هـ ) آب ـ 2013 م)

نشاطات تموز 2013

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


الفهرس


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

بحضور شخصيات رسمية وحزبية ودينية وسفراء وممثلو بعثات دبلوماسية وحشد كبير من رجال الدين الإسلامي والمسيحي وممثل عن رئيس مجلس النواب النائب قاسم هاشم ووزير الخارجية الأستاذ عدنان منصور كما حضر ممثل عن المجلس  الإسلامي الشيعي  الأعلى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان وممثل عن مفتي الجمهورية اللبنانية، وممثل عن سماحة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله والقائم بأعمال السفارة الإيرانية السيد مهدي شوشتري، والقائم بأعمال السفارة السورية السيد بشار الأسعد، والقائم بأعمال السفارة الاندونيسية أحمد عارف وممثل عن السفير الصيني .كذلك حضر ممثلاً عن الجنرال عون وممثلين عن الكنيسة القبطية والأرمينية والمارونية والأرثوذكسية، وحضر أيضاً ممثل قائد الجيش العقيد ملحم حداد. أقام تجمع العلماء المسلمين إفطاره السنوي.

بدأ الاحتفال بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، والنشيد الوطني اللبناني، ثم كانت كلمة لرئيس الهيئة الإدارية الشيخ حسان عبد الله تضمنت مواقف سياسية هذا نصها:

شهر رمضان، شهر الله الذي أُنزل فيه القرآن.. هو أحد مواسم الوحدة الإسلامية. في هذا الشهر العظيم تصوم الأمة الإسلامية بكل مذاهبها ومشاربها، ويُكثر المسلمون من الدعاء والصلاة والتوجه إلى الله. لونُ المسلمين في هذا الشهر لونٌ واحد بل صبغة من الله يقترب المسلمون من خلالها إلى ما يريده الله جلَّ وعلا لهم بل للعباد أجمعين.. حال المسلمين في هذا الشهر يختلف تماماً عن حالهم في بقية‌ الشهور.. يخفُّ اهتمامهم بأمورهم الشخصية ويرتقي إلى ‌الاهتمام بقضايا المسلمين وبهموم الأمة بل بهموم الإنسانية.

شهرٌ يقومُ على الدعاءِ.. مشفوعاً بالأملِ ومشرعاً للصائمين.‏. وأسحارٌ أُترِعتْ بالتلاوة‏ وصلاة الليلِ.. وصيامٌ مشبعٌ بالحبِّ ومعجونٌ بالوَجَعِ الجميلِ، ‏غيثٌ يَدُقُّ على فُؤادِ الأرضِ في رِفْقٍ‏ ويهمِسُ للمياهِ،‏ وللنَباتْ.. صَوتٌ كموسيقى الفَضاءِ الرَّحْبِ‏.. ينبثقُ الضِّياءُ مِنَ الجبينْ.. وَطيفٌ في غُلالةِ نجمةٍ‏ نزلتْ من الأُفُقِ المكينْ.‏. ذلكم شهرُ الله يشرعُ رحلةً الصائمينْ..

في رحاب شهر الله نقف جميعاً بين يدي رحمته نرجو منه المغفرة والتوبة.. ونعيدُ قراءةَ ذواتنا.. ونحاولُ إعادة بناءِ حياتنا.. ونُعدُّ العدّةَ من أجلِ أن نلقى ربَنا بأبهى صورةٍ وأنقى سريرة.

إذاً نحن بحاجةٍ إلى خريطةٍ متقنةٍ تراعي كلَّ الظروف والعوامل ليس فيها أيُّ خللٍ كي نحدد ملامحَ هذا البناءِ كما نشتهي.. ومن ثَمَّ تبدأُ عمليةُ البناء... نحن في صيامِنا وقيامِنا نزاولُ مهنةَ الهندسةِ آخذينَ بعين الاعتبارِ العواملَ الطبيعيةَ والزلازلَ المحتملةَ حتى نثبَّتَ دعائمَ هذا البنيان على أساسٍ صلبٍ ومتينٍ فينمو ويستمر. إننا بحاجةٍ ماسةٍ إلى بناءٍ متين يعرُجُ بنا صوبَ الرحمةِ الإلهية... بناءٍ كلُّ موادِّه مجبولةٌ بالصبرِ والورعِ.. بالصدقِ والتقوى.. نحن نحتاجُ إلى دعائم قويةٍ كي لا ينالَ الشيطانُ منا على حينِ غفلةٍ من أمرِنا.. وهذه الدعائمُ وافرةٌ في شهر الله.. في مدرسةِ الصبرِ ومدرسةِ صياغةِ الإنسان. علينا أن نؤسسَ بنيانَنا على تقوى الله ورضوانه كي نفوزَ وننتصر.. لأن النصر من عند الله كان في شهرِ الله جلياً وكان عظيماً.. ومن كان أساسُهُ مبنياً وفقَ هندسةٍ دقيقةٍ تراعي كلَّ الشروطِ الفنيةِ لا بد وأن يدومَ بنيانُهُ ويصمدَ أمامَ كلِّ الزلازلِ والأعاصير.. ولعل ما أتى في هذه الآية من سورة التوبة بسم الله الرحمن الرحيم ﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ هو الدعوةُ لنا كي نبنيَ كلَّ ما نريدُ بناءَهُ على التقوى والرضوان..كي لا نخسر في الدنيا وفي الآخرة.

أيها الأحبة..

ها نحن هنا في رحاب هذا الشهر العظيم.. نستلهم من الصبرِ الجليلِ الذي أراده الله سبحانه وتعالى أن يكون عنوان الإنسان المؤمن الصائم لينطلق في المجتمع ويتعامل من خلال صومه عن المعاصي مع الناس بما يرضي الله ليغفر له ذنوبه..

في هذا الشهر العظيم نستحضر ذكرياتٍ مجيدةٍ.. من تاريخنا الناصعِ.. التاريخِ الإسلاميِّ المشرِّفِ.. حيثُ باتَ هذا الشهرُ عنوانَ انتصارِ الحقِّ على الباطل.. ففيه انتصرَ المسلمون في معركة بدر الكبرى.. وفيه أيضاً فتحُ مكةَ.. وفيه انتصار أمير المؤمنين علي عليه السلام على ضربة ابن ملجم.. نعم انتصرَ حين صرخ بصوته الرباني: فزتُ وربِّ الكعبة.. إذن.. نحن عندما نكون بضيافةِ الرحمن في هذا الشهر فإننا نحملُ معنا كلَّ معاني العزةِ والأنَفَةِ والتواضعِ أيضاً.. ويعصفُ بين ظَهرانينا الصبرُ الذي أرادهُ لنا الله طريقاً للنصر.. إذ أنه قال تعالى: والعصر إن الإنسان لفي خسر.. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر..

من هنا يأتي طعمُ الانتصارِ المجيدِ للمقاومةِ الإسلامية الباسلة ليكون ماثلاً في ذائقتنا بحلاوته.. الانتصارِ الذي ألهمَ العربَ جميعاً وفي كل أقطار العالم أن الحق هو المنتصرُ حتماً وأن الباطل إلى خسران..

إننا في باحةِ الرضوانِ.. وفي واحةِ المَعينِ الذي لا ينضُب.. معينِ الرحماتِ التي تهطلُ بردَ أنسٍ وسلامٍ على قلوبنا.. نحن في محضَرِ شهرِ الله الأعظم.. وهو الشهرُ الفرقان.. الشهرُ الذي نحتاجُهُ انطلاقةً جديدةً نحو درجاتٍ أرقى مما وصلنا إليه في الأعوام السالفة.. نحتاجُ الصومَ الحقيقي.. الذي لا يُداخلهُ أيُّ شكٍّ في أن الوحدةَ بين المسلمين من متمماتِ أجرِ هذا الصوم.. لأن الله أمرنا بذلك.. ورسُولُه الكريمُ حدّثَنا في خطبةِ استقبال هذا الشهر حول أهمية هذه الوحدة.. لن أتلو عليكم مقاطع من هذه الخطبة (ما شاء الله جميعكم يقرأ ويعي ذلك) لكن أذكّركم بأن ما في خطبة الرسول في استقبال هذا الشهر هو إستراتيجيةٌ كبرى للصوم الفعلي.. وتمهيدٌ عظيمٌ لبناء صرح الوحدة من جديد..

أيها الأحبة..

في هذا الجو الذي نجتمع فيه على مائدة الرحمن وفي ضيافته نجد أن الوقت قد حان لعقد الصلح مع الذات ومع الآخر.. الصلح الذي به نقوّي ساحتنا.. ونواجِهُ كلَّ الفتن التي من حولنا لنتفرغ للعدو الذي يتربص بنا شراً.. لنحمي ساحتنا من كل اختراق.. وليكن هذا الصلحُ مبنياً على أساس ضمان أمن مجتمعنا ووطننا وصونه وحمايته من كل عدوان.. أن يكون الصلحُ غيرَ مشروطٍ بالتخلي عن مكامن القوة لصالح الخوف المبطن من بعضنا البعض.. فكلُّ القوة عندما نجتمع ونوجهها صوب العدو الأوحد إسرائيل ومن خلفه أمريكا تصبحُ عنواناً لسيادتنا وكرامتنا وحريتنا واستقلالنا. تعالَوا نتفقُ في هذا الشهر الفضيل على أهمية أن نكون موحدين.. أن ننبذَ الشروطَ المسبقةَ ونضعَ العناوينَ الكبرى نُصْبَ أعينِنا ولنتعاملَ مع هذا الذي يريد أن يخرِّبَ وطننا ويطالَ سلمَنا الأهليَّ على أساسِ أنه لن يوفِّر أحداً منا.. لأنه يرى أن مشروعَهُ انهارَ أمامَ إصرارِ أبناءِ هذا الوطن على مواجهة كل التحديات والوقوف بوجه الفتن.

فليكن صيامُنا صياماً عن الفرقة.. وابتعاداً عن الأحقاد.. ولنبدأ مشروعَ بناءِ الوطنِ وفقَ خارطةٍ يُعدُّها مهندسونَ لديهمُ القدرةَ على استشرافِ الغدِ الأفضلِ. لأننا بوحدتنا وبكم وبسواعد المجاهدين وعرقِ العمالِ والفلاحينَ وصبرِ المؤمنين وعزيمةِ الخيرين ننتصر.. ونبني وطننا.. انطلاقاً من هذه المفاهيم فإننا في تجمع العلماء المسلمين ننظر للواقع من حولنا في لبنان والمنطقة بالشكل التالي:

حول ما سمي الربيع العربي

1- الربيعُ العربيُّ لم يكن ثورةً بما تعنيه هذه الكلمةُ من معنى بل كانت صحوةَ شعوبٍ استُغِلََتْ من قِبَلِ الدولِ الكبرى عبر السماحِ للشعبِ بالتنفيسِ عن احتقانهِ واستبدالِ رئيسٍ بآخر دون تغييرِ نظامِ الحكمِ وأدواتِهِ الممسوكةِ من هذه الدولِ كالجيشِ والعسكر. وهذا ما اكتشفه الشعبُ لاحقاً وها هو اليوم يعيد إنتاجَ ثورتِهِ من جديد.

2- الدولُ المتورّمةُ التي ظنتَ نفسَها أنها دولٌ عظمى تستطيعُ أن تغيرَ الواقعَ في العالم العربي بما تمتلكُهُ من مالٍ وعلاقاتٍ اكتشفت أخيراً أنها ليستْ إلا مجردَ أدواتٍ في يدِ الدولِ الكبرى وعندما اسُتنفِذَتْ إمكاناتُها وفشلَ مشروعُها استغنتْ عنها هذه الدولُ فتغيرَ الحكمُ في قطر وابتُليت تركيا بانتفاضاتٍ شعبيةٍ وحركةِ عصيانٍ مدنيٍّ فلم تعد قادرةً على الاستمرارِ في مؤامرتها بالشكلِ الذي كانت عليه أول الأزمةِ خصوصاً مع وصولِ نيرانِ الأزمةِ السورية إلى داخل بلدها.

3- إن الحريةَ في التعبيرِ عن الرأيِ لدى دولِ ما يسمى بالربيعِ العربيِّ باتتْ محظورةً وما حصل مع سماحة العلامة الشيخ عثمان بطيخ مفتي تونس من عزلٍ بسبب رفضِهِ لفتاوى الجهادِ في سوريا واعتبارِهِ أنْ لا جهادَ بين مسلمٍ ومسلمٍ آخر ورفضِهِ لبدعةِ جهادِ المناكحةِ هي دليلٌ واضحٌ عن الحالةِ التي وصلَ إليها عالمُنا الإسلامي.

4- إن الدليلَ على أن هذا الربيعَ الوهميَّ لم يكن يهدفُ إلى بناءِ دولةٍ مستقرةٍ ينعُمُ فيها الشعبُ بحريةِ الاختيارِ وبناءِ دولتِهِ الوحدويةِ يتجلى بوضوحٍ في ليبيا التي لم تقمْ فيها قائمةٌ  للدولةِ بعدُ وهي المهددةُ بخطرِ الانقسامِ أو في مِصرَ التي ما زال شعبُها في الشارعِ منقسماً انقساماً حاداً وخطيراً أو تونس التي هي على حافة شفير الهاوية.

الفتنة المذهبية:

1- إن سعيَ محورِ الشرِّ الذي تقودُهُ الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ والكيانُ الصهيونيُّ لتأجيجِ الفتنةِ المذهبيةِ وبالأخصِ بين السنةِ والشيعةِ يتضاعفُ يوماً بعد يومٍ وهي إنْ نجِحَتْ في الاستمرارِ بهذا المشروعِ وانساقَ لهُ بعضُ المضللين من أبناءِ الأمةِ فإنَّ الخطرَ على هذه الأمةِ سيكون كبيراً وكبيراً جداً.

2- يجب على المسلمين في العالم التنبُّهُ لخطرِ النهجِ التكفيريِّ الذي تقودُهُ الدعوةُ الوهابيةُ والابتعادُ عن نهجِها التدميريِّ خصوصاً مع قدراتها الماليةِ الضخمةِ التي تُسِّخِرُ الإعلامَ والضمائرَ إلى حدِّ تحويرِ فكرِ بعضٍ من العلماءِ كأمثالِ القرضاوي الذي باتَ داعيةً للقتلِ والفتنةِ وليس للوحدةِ والاتحاد. إن الإجرامَ الذي نراهُ يحصلُ اليومَ في سوريا وكذا ليبيا ومصر وتونس سببُهُ هذا الفكرُ الوهابيُّ التكفيريُّ الذي يسيءُ للإسلام ولا يعبِّر عن سماحة هذا الدين.

3- نحن نراهنُ بقوةٍ على أن يعودَ للأزهرِ الشريفِ دورُهُ الرياديُّ في إعادةِ نشرِ الوسطيةِ في العالم الإسلامي وإرسالِ البعثاتِ الأزهريِة خصوصاً إلى المناطقِ التي تعملُ الوهابيةُ على الفتنةِ فيها كأفريقيا وشرق آسيا.

4- إن إعطاء الصراعاتِ الحاصلةِ اليومَ في بعضِ مناطقِ العالم الإسلامي صفةَ الصراعاتِ المذهبيةِ هو تشويهٌ للحقيقةِ وإن إعطاءَها هذه الصفةَ هو لاستغلالها كأداةِ حشدٍ وتحريضٍ وإذا كان الصراعُ كذلك فكيف تفسرون اليومَ لنا الصراعَ بين حركةِ الإخوانِ المسلمين والسعوديةِ أهو صراعٌ مذهبيٌّ أو ماذا؟

سوريا:

إنَّ نظْرتَنا إلى الحربِ التي تُخاض على سوريا هي التي تحدِّدُ موقِفنا منها، فإذا كنا ننظرُ إليها على أنها حركةُ شعبٍ مظلومٍ ضد سلطةٍ لا تريدُ الإصلاحَ فإن الموقفَ هو مساندةُ هذا الشعبِ مهما غلتِ التضحياتُ، أما إذا كانت نظرتُنا لذلك على أنها حربٌ بين محورين، محورِ الشرِّ المتمثلِ بالولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ والكيانِ الصهيوني وأذنابِهِما ضدَّ محورِ المقاومةِ الذي انتصر في غزة ولبنان والعراق وأفغانستان فإنه من الطبيعيِّ أن نكونَ في محورِ المقاومةِ مع سوريا التي تريد الإصلاحَ وعملتْ له ومع إيران والعراق والمقاومة ضد أمريكا وإسرائيل وأذنابهما.

إن الحربَ على سوريا جاءتْ بعد سلسلةِ انتصاراتٍ للمقاومةِ وذلك لقلْبِ موازينِ الصراعِ واسترجاعِ المبادرةِ وإبقاءِ مسلسلِ الهزائم ِوإلحاقِ هزيمةٍ إستراتيجيةٍ بمحور المقاومة.

انطلاقاً من هذه الرؤيةِ نرى أن دعمَ هذا المحورِ - محورِ المقاومة- واجبٌ شرعيٌ وقوميٌ ووطنيٌ وإنسانيٌ، ومن هنا نفهمُ تدُّخلً المقاومةِ على أساسَََََََََََََ أنه تنفيذ لهذا الواجب" دفاعاً عن المقاومة وأهلها".

إن سوريا قد خرجت من المأزقِ ولكن ما زالتِ الأمور تحتاجُ إلى مزيدٍ من المواجهة والصمودِ، وعندما قلنا سابقاً إن ما حصلَ لن يقتصرَ على سوريا اثبتَ التاريخُ صحتَهُ من خلال التغييراتِ الدراماتيكيةِ في كلِّ البلادِ المتداخلةِ في الشأنِ السوريِّ. وهنا نؤكدُ على أن الحلَّ السياسيَّ هو وحدَهُ المخرجُ للمأزقِ على أن يكون بين الدولةِ والمعارضين الحقيقيين الذين لم تتلوث أيديهم بدماء السوريين ولم يثبت ارتهانهم لمحور الشر الأمريكي.

على صعيد الوضع الداخلي في لبنان:

إننا نعتبر أن تشكيل الحكومة هو ضرورة وطنية ويجب الإسراع فيها على أن يتمثل فيها كل الأطياف المكونة لمجلس النواب كل بحسب حجمه وعليه فإن أي حكومة لا تضم حزب الله هي حكومة  فتنة ومحكوم عليها بالفشل وقد يُخشى أن تؤدي إلى توتر على كل الأصعدة وخاصة الأمنية منها. إنّ أية حكومةٍ لا تمتلكُ ضماناتِ عدم اتخاذِ قراراتٍ ضدَ المقاومةِ والتي تكونُ من خلالِ الثُّلُثِ الضامنِ هي حكومةُ حربٍ مرفوضةٍ.

إن رئيسَ الحكومةِ المكلفَ الرئيس تمام سلام مع كامل الاحترام له هو جزءٌ من فريق 14 آذار وبالتالي ليس وسطياً وكل من يختاره على أساس أنه من حصته هو من حصة 14 آذار، وبالتالي فإنه لا يشكِّلُ ضمانةً والضمانةُ تنحصرُ في أن يكون لقوى 8 آذار والتيار الوطني الحر الثلثُ الضامن.

إن تشكيلَ الحكومةِ ليس نهايةَ المطافِ بل هو بدايتُهُ لأن البيان يجب أن يتضمن ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة وأن تسعى الدولةُ بعد ذلك لطاولةِ حوار تحسم مسائل الخلاف ومنها الإستراتيجيةُ الوطنيةُ للدفاعِ ومسألةُ قانونِ الانتخابات.

إن إدراجَ الجناحَ العسكريِّ لحزبِ الله.. والذي يعني المقاومةَ حصراً على قائمةِ الإرهابِ من قِبل الاتحادِ الأوروبيِّ هو خطيرٌ جداً وله تداعياتُهُ التي لن تستطيعَ أوروبا تحملَّها وهو يأتي في سياقِ الحملةِ المسعورةِ على المقاومةِ من قبل الصهاينة.

وبندر بن سلطان الذي جالَ على دولِ أوروبا من أجلِ هذا الموقفِ وهو يثبت أن الاتحاد الأوروبيَّ ليس سوى ألعوبة بيد الأمريكي والصهيوني ويقدم مصلحتهما على مصلحة شعبه، غير أننا نقول إن كل ذلك لن ينال من المقاومة لأنها منتصرةٌ بإذن الله سبحانه وتعالى.

إن التدخلَ السعوديَّ في لبنان بالشكلِ الذي يحصلُ الآن غيرُ مقبولٍ وهو تحركٌ فتنويٌّ يأتي في إطارِ الفتنةِ المذهبيةِ التي يعملُ لها محورُ الشرُّ الأمريكيُّ الصهيوني وتنفذه أدواتٌ إقليميةٌ باتت معروفة.

إن متفجرةَ بئر العبدِ تدعونا للتنبُّهِ للمخاطرِ الأمنيةِ ولعلَّ المُخَطِطِ لهذا التفجيرَ هو نفسه الذي خطّط لمتفجرةٍ فشلت في أن تودي بحياة سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (قدس سره) وبالتالي فإننا نطلب أن يتحول كلُّ مواطنٍ إلى خفيرٍ كي لا تتكرر مثل هذه المحاولات.

إننا في تجمع العلماء المسلمين ندعو كلّ الحركات الإسلامية في لبنان على اختلاف أرائها السياسية خاصة من ما يحصل في سوريا لإحياء لجنة تنسيق بين من يمكن من أطرافها من أجل تضييق حدة الخلاف وعدم انعكاسه على الوضع الداخلي في لبنان.

إننا نعتبرُ أنَّ تدخُلَّ السياسةِ في دار الفتوى هو تدخلٌ غيرُ مقبولٍ وإن بدعةَ عزلِ المفتي من قوى سياسيةٍ كانت بالأمسِ القريبِ تشيدُ به لأن مواقفه كانت متقاربة منها وهي تسعى اليوم لعزله عندما لم يجد سماحتُهُ من مبررٍ لتبنّي بعضِ المواقفِ أو لأنه رفَضَ مشاريعَ القوانينِ التي تعدْ من أجلِ نزعِ صلاحياتِ المفتي حتى يصبحَ ألعوبةً في يدِ السياسيين هي بدعةٌ مرفوضةٌ وسنقاومها ودفاعُنا عن المفتي هنا ليس دفاعاً عن شخصِهِ الذي نُجلُّ ونحترم بل عن الموقع الذي يجب أن يصان ويبقى فوق التجاذبات السياسية.

مصر:

نحن نعتبر أن ما جرى في مصر يعود لأسباب متعددة نختصرها بما يلي:

أولاً: لم تتأسس في مصر دولةٌ منسجمةٌ يكون فيها الجيشً وتشكيلاتُهُ وقوى الأمن الداخلي بيد السلطة السياسية.

ثانياً: لم يتوفر لهذهِ الانتفاضةِ الشعبيةِ قيادةٌ يُجمِعُ عليها الجميعُ بل كانت مجموعاتٍ سياسيةً الكل فيها يسعى لتحقيقِ مصالحِهِ السياسيةِ ولو على حساب الوطن.

ثالثاً: لم ينجحِ الإسلاميونَ وخصوصاً الإخوانُ المسلمين في تقديمِ صورةٍ مشرقةٍ عن إدارةِ الدولةِ ويجب عليهم أن يعترفوا أنهم ارتكبوا أخطاءً تاريخيةً تتمثلُ بعدمِ الشفافيةِ منذ البدايةِ فبين عدمِ الترشُّحِ إلى عدمِ الترشحِ ضمنَ نسبةٍ معينةٍ إلى الترشحِ بقوةٍ في مجلسِ الشعبِ إلى عدم الترشُّحِ إلى الرئاسةِ ثم الترشُّح فيها وبقوةٍ وبمرشَحَيْن أثنين إلى الاستئثار بالحكمِ وعدمِ السماحِ للآخرينَ الذين كان لهم دورٌ كبيرٌ في النهضةِ بالمشاركةِ،كل ذلك وغيرُه أدى إلى ما حصل ويحصل.

نحن في تجمع العلماء المسلمين ندعو قوى الثورةِ إلى الاجتماعِ والتنسيقِ فيما بينها للخروجِ بحكومةِ وحدةٍ وطنيةٍ تُعيدُ كتابةَ الدستورِ وتقيمُ انتخاباتٍ تشريعيةً ائتلافيةً تُخرِجُ البلدَ من مأزِقِهِ الذي هو فيه الآن.وعلى القوى الجديدةِ أن لا تكرر أخطاء القوى السابقة.

فلسطين:

فلسطينُ هي القضيةُ المركزية وكلما ابتعدتْ هذه القضيةُ عن برنامجِ الحركاتِ العاملةِ كلما كانت هذه الحركاتُ حركاتٍ فاشلةً تحرّفُ البوصلةَ وتطيلُ أمدَ احتلالِ الصهاينةِ لأرضنا، يجب أن نعيدَ فلسطين لتكون مركزَ الصراعِ وإليه تتجهُ بوصلتُنا وإلا فإن الخطرَ على أمتِنا كبيرٌ، خصوصاً مع قيامِ الكيانِ الصهيونيِّ بإجراءاتٍ تهويديةٍ للقدس وكثيرٍ من المناطقِ وسعيه لتنفيذ مشروع الترانسفير.

إننا ندعو كافة حركاتِ المقاومة للإتحادِ أو التنسيقِ فيما بينها ونعتبرُ أن من مصلحةِ المقاومةِ الفلسطينيةِ بكافةِ أطيافِها أن تعمل للمّ الشملِ ولا تعمل للفرقة وأن تقومَ بدورها في إعلاء الصوتِ لتذكيرِ الأمةِ بضرورةِ العودةِ إلى النهجِ الأساسِ.. نهجِ تحريرِ فلسطين.

إن السعيَ الأمريكيَّ لإعادةِ إحياءِ المفاوضاتِ هو سعيٌ خبيثٌ يجب أن لا يلقى آذاناً صاغيةً ويجب العودةُ إلى المقاومةِ كسبيلٍ وحيدٍ لتحرير فلسطين.

إيران:

إننا باسم تجمع العلماء المسلمين وعلماء لبنان نهنئ الرئيسَ الشيخ حسن روحاني بانتخابِ الشعبِ لهُ ومن الدورةِ الأولى حيثُ أثبتَ الشعبُ الإيرانيُّ أنه شعبٌ راقٍ أقامَ انتخاباتٍ نزيهةً وحرةً بنسبةِ مشاركةٍ نادرةٍ لا تحصلُ في أكثرِ البلدانِ تحضُّراً وبالتالي نتمنى على الرئيسِ الجديدِ أن يولي عنايةً خاصةً لمنطقتِنا وخاصةً للوضعِ في لبنان وسوريا وفلسطين وسنكون إلى جانبِهِ في كل ذلك بإذن الله تعالى.


 

اعلى الصفحة