التكفيريون وصورة الإسلام الصحيح

السنة الثالثة عشر ـ العدد 150 ـ ( شعبان 1435 هـ)حزيران ـ 2014 م)

بقلم: ياسر الحريري(*)

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

أجرت الزميلة جريدة الديار مقابلةً مع رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين سماحة الشيخ حسان عبد الله وكان هذا الحديث الذي ارتأينا نشره على صفحات المجلة لأهمية العنوان المطروح وخصوصاً في موضوعٍ بات يشكلُ مادةً دسمةً للإعلام في العالم. وهذا النص كما ورد في صحيفة الديار.

- رئيس "تجمع العلماء المسلمين" سماحة الشيخ حسان عبد الله كشف لـ"الديار" عن انعقاد مؤتمر إسلامي مسيحي: الهدف الدفاع عن الإسلام بوجه التكفيريين الذين يعمدون إلى تشويه صورة الإسلام

الحالة التكفيرية التي يشيعها التكفيريون في المنطقة العربية لا بل في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم اجمع انعكست سلباً على الإسلام والمسلمين، لما فيها من تشويه للإسلام فالتكفيريون تقول مصادر متابعة لملف الإرهابيين يتعرضون لكل ما هو مخالف لأفكارهم ومعتقداتهم، والتكفيريون يتجرؤون على أعراض المسلمين السنة والشيعة وكافة الملل والنحل الإسلامية قبل غيرهم من الأديان التكفير عندهم ليس له حدود، وبالتالي يعتقدون عن عمد أو جهل أنهم بذلك يقيمون شرّع الله، فيما الله ودينه الإسلامي لا يمتان إلى أفكارهم بصلة.

والدليل ما جرى ويجري في مختلف الأمكنة والأزمنة التي يحكمون فيها أو يسيطرون عليها تضيف المصادر، إذ يطلقون فتاوى ليست فقط مخالفة للشرع بل مخالفة للفطرة الإنسانية ـ الأخلاقية منها والثقافية والسياسية والاقتصادية وتطال هذه الفتاوى البشر والحجر والشجر وكل ما خلق الله على وجه الأرض فيما الإسلام دين تعايش وتسامح ومحبة وعفو وغفران وعمل الخير، لا بل تقبل الآخر كما هو الآخر واحترام التعايش الديني، والدليل أن يهوداً ومسيحيين وخلافهم عاشوا في زمن رسول الله وما بعد رسول الله حيث انتشر الإسلام.

إن هذا الكلام ليس وجهة نظر إسلامية يقولها المسلمون بل السيرة التاريخية للمسلمين تتحدث عن واقع الممارسة السياسية للدولة الإسلامية بكل مدارسها السياسية والمذهبية، بغض النظر عن الموقف من الحاكم والحكم وإذا كنت توافقه أو ترفضه أو ترفض شرعيته، لكن واقع التاريخ الإسلامي، أن الحاكم المسلم احترم الأديان ولم يمس بطقوسها وشعائرها.

إلا أن ما يجري اليوم من انتهاك للأعراض والحرمات والتكفير الذي يطال المسيحيين في أكثر من منطقة عربية وإسلامية حدا بالمرجعيات والعقلاء للتحرك دفاعا عن الإسلام قبل المسيحية، لأن ما تعرض ويتعرض له الإسلام خطير جداً.

من هنا عمد "تجمع العلماء المسلمين" في لبنان للقيام بخطوة هامة في هذا الاتجاه دفاعاً عن الإسلام بوجه الجماعات التكفيرية.

وفي هذا الصدد كشف رئيس تجمع العلماء المسلمين في لبنان العلامة الشيخ حسان عبد الله عن تحرك يقوم به تجمع العلماء لعقد مؤتمر إسلامي ـ مسيحي على في لبنان، ويقول الشيخ حسان عبد الله لـ"الديار" "إن الأحداث والتطورات التي طرأت نتيجة نشاط ما يُسمى الحركة التكفيرية استهدف القضاء على "الغير" كائنا من كان هذا الغير، والأدلة متعددة منها ما جرى في العراق من محاولات تهجير منظم للمسيحيين ومع الأسف ساهمت بعض العواصم الأوروبية والأمريكية في هذه العملية عبر تسهيل حصول العراقيين على سمات دخول إلى أراضيها.

أضاف رئيس تجمع العلماء المسلمين، وما جرى من انتهاك بحق الأقباط في مصر وتعرض كنائسهم للحرق في زمن مبارك، لدرجة أن القبطي المصري شعر انه مستهدف بوجوده في مصر، ومن مصر إلى سوريا حيث بدأ الوجود المسيحي يتعرض إلى عملية تهجير عبر حرق الكنائس وتدميرها وتكسير التماثيل العائدة للسيدة مريم العذراء ولكل ما يتعلق بالشعائر المسيحية، أدى إلى تهجيرهم على أيدي الجماعات التكفيرية التي أرادت أن تُظهِر أن الإسلام لا يقبل الغير، وبأنه في حال استقر الإسلام كحكم فانه لا يقبل أي وجود ديني، وبالطبع هذا غير صحيح لأن الإسلام وصل إلى حدود الصين وظل فيه المسيحيون عاشوا ومارسوا شعائرهم وحياتهم بشكل طبيعي، بل أنهم اغنوا الحياة الثقافية العربية في اللغة والتاريخ ومن كل النواحي.

ويقول عبد الله "التكفيريون ليسوا من الإسلام بشيء على الإطلاق، لكن علينا كعلماء وعلى مختلف طاقات المجتمع العربي والإسلامي مسؤوليات تتعدى الاستنكار والرفض لأفعال التكفيريين، أي علينا مسؤولية القيام بخطوات تؤكد على ثقافة الإسلام التسامحية المنفتحة التي تقبل الآخر بدينه ومعتقداته من هنا كانت فكرة عقد مؤتمر إسلامي ـ مسيحي، للدفاع عن ديننا الإسلامي الحنيف وعدم السماح لهؤلاء التكفيريين باستمرار تشويههم للإسلام ونوجه رسالة من خلال هذا المؤتمر إلى العالم أن الإسلام يقبل المسيحيين وغيرهم من أديان، وحافظ الوجود المسيحي وسيحافظ على هذا الوجود بوجه التكفيريين. وأن هؤلاء التكفيريين لا يمثلون الإسلام، بل إن نشاطهم وحركتهم ممسوكة من أجهزة استخبارية وهم أدوات بيد هؤلاء لضرب الإسلام والمسيحية معاً.

وهدف هؤلاء التكفيريين يضيف الشيخ عبد الله:

1- تشويه صورة الإسلام.

2- تصفية الكيانات ـ أي الأوطان المتشاركة في التعايش الإسلامي ـ المسيحي عبر التاريخ، والهدف إقامة دويلات أو كيانات لها طابع ديني، وهي برأينا المقدمة والمبرر حينذاك لوجود إسرائيل "الدولة اليهودية" وهذا ما يجعلنا نشك بأن تكون الحركة الصهيونية وراء هؤلاء التكفيريين بالطبع والحديث هنا ليس عن الأدوات التي تعلم أو لا تعلم كيفية تحويلها، بل عن أهداف الحركة الصهيونية في هذه الأدوات التي يصورون لها أنها تجاهد وتستشهد في سبيل الله.

وأشار إلى أن المؤتمر الإسلامي ـ المسيحي الذي يجري الإعداد لعقده يريد أن يقول، إن ما يحصل في منطقتنا من تكفير ليس من الإسلام في شيء فالإسلام دين تسامح ولا يوجد في الإسلام ما يُسمى (الأغيار) كما الأمر لدى الصهاينة واليهود.

وإلى من وجهت الدعوات ومن سيشارك في المؤتمر يجيب الشيخ حسان عبد الله: زرنا كل من أصحاب السيادة، البطاركة مار بشارة بطرس الراعي واليازجي وآرام كيششيان، وغريغوريس الثالث لحام ونرسيس بادروس التاسع عشر، وأغناطيوس يوسف الثالث يونان، ورئيس المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية القس الدكتور سليم صهيون وأيضاً زرنا ووجهنا الدعوة لأصحاب السماحة نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، ومفتي الجمهورية الدكتور الشيخ محمد رشيد راغب قباني والشيخ نعيم حسن، ومفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ حسون، كما أبدى وزير الأوقاف السوري ترحيبه بالفكرة وإنه سيعمل على تسهيل مشاركة العلماء من سوريا، وقد أجمع أصحاب السيادة والسماحة على الترحيب بالفكرة وتشجيعها بقوة وأكد الجميع على المشاركة الشخصية وجرى تشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر للإعداد لهذا المؤتمر الذي سيعقد في بيروت بمشاركة علماء وشخصيات من مصر وفلسطين والأردن والعراق.

والأهم في العمل أن لا أفكار مسبقة معدة للمؤتمر، بل اللجنة التحضيرية التي ستعقد أولى اجتماعاتها والتي تمثل مختلف المرجعيات الدينية، ستبحث في الأفكار والمحاور التي ستجري مناقشتها مع كل التفاصيل التي سيتناولها المؤتمر في جلساته التي ستعقد في بيروت على يومين.

مصادر متابعة عن كثب لهذه الأجواء ترى أن لبنان يلعب الدور الرئيسي في محاصرة الجماعات التكفيرية في العالم العربي، وأن دور لبنان الطليعي في هذا الأمر لا يجب أن يتأخر بأي منحى يعطل هذا الدور كون المرجعيات الدينية تستطيع أن تلعب هذا الدور طالما حافظت على الشراكة الوطنية في القضايا الكبرى وعمدت إلى مراعاة القضايا الكبرى في هذه السياقات.

اعلى الصفحة