تجديد ظاهرة ادعاء النبوة برسم تعويم الفتن

السنة الثالثة عشر ـ العدد 153 ـ (ذو القعدة 1435 هـ) أيلول ـ 2014 م)

بقلم: مأمون كيوان

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

يعدُّ ادعاءُ النبوّة ظاهرة تاريخية متواصلة - عرفت في كافة المجتمعات والديانات. منذ ما قبل الإسلام عرف العرب ظاهرة "ادعاء النبوة" التي مثلها في مرحلة ما قبل الإسلام كل من: أمية بن أبي الصلت ويقال له "أبو الحكم"، ولد في الطائف، وأمه من قريش، وهي رقيّة بنت عبد شمس بن عبد مناف. شاعر جاهلي ومن رؤساء ثقيف.

قصد بلاد الشام في رحلات تجارية وقصد الكهان والقسيسين والأحبار وسمع وعظهم وأحاديثهم، وكان كثير الإطلاع على كتب الأديان والكتب القديمة فاطلع على التوراة والإنجيل. اشتُهر بالحنيفية والتوحيد وكان من الدعاة إلى نبذ الأصنام وتوحيد الإله. والحنيفية قبل الإسلام كانت مدرسة ناشئة تجديدية تأثرت باليهودية يُعد أمية بن أبي الصلت أشهر الأحناف مع قس بن ساعدة وورقة بن نوفل وعثمان بن الحويرث، وغيرهم.

 عاصر أمية بن أبي الصلت ظهور نبي الإسلام محمد، وقد جاءت الأخبار أنه التقاه وتحاور معه وسمع منه القرآن لكنه أبى أن يسلم. وتوفي بالسنة الخامسة من الهجرة الموافقة للعام الميلادي 626.

 ولأمية ديوان شعر وأكثر شعر الديوان في المسائل الدينية: تأمّلاً في الكون ودلالته على ربوبية الله، ووصفًا للملائكة وعكوفهم على تسبيح ربهم والعمل على مرضاته، وإخبارًا عن اليوم الآخر وما فيه من حساب وثواب وعقاب، وحكايةً لقصص الأنبياء مع أقوامهم. ومن الشعر الديني المنسوب إليه ما يقترب اقترابا شديدا من القرآن الكريم معنًى ولفظاً. ومن هذه الأشعار:

لك الحمد والنعماء والمُلْك ربنا * فلا شيء أعلى منك جَدّاً وأَمْجَدُ

مليكٌ على عرش السماء مهيمنٌ * لعزّته تَعْنُو الجباه وتســجدُ

مليك السماوات الشِّدَاد وأرضها * وليس بشـــيء فوقنا يتأودُ

تسبِّحه الطير الكوامن في الخفا * وإذ هي في جو السماء تَصَعَّدُ

ومن خوف ربي سبّح الرعدُ حمده* وسبّحه الأشجار والوحش أُبَّدُ

من الحقد نيران العداوة بيننا * لأن قال ربى للملائكة: اسجدوا

لآدم لمّا كمّل الله خلقه * فخَرُّوا له طوعًا سجودا وكدّدوا

وقال عَدُوُّ الله للكِبْر والشَّقا: * لطينٍ على نار السموم فسوَّدوا

فأَخْرَجَه العصيان من خير منزلٍ * فذاك الذي في سالف الدهر يحقدُ

قس بن ساعدة الإيادي: من حكماء العرب قبل الإسلام. توفي حوالي عام 600م الموافق 23 قبل الهجرة. تُنسب إلى قس بن ساعدة أفعال عديدة، وأقوال كثيرة شعراً وسجعاً ونثراً، كعديدين من حكماء العرب. ومما ينسب إليه: أنه أوّل من خطب متكئاً على عصا. وأول من كَتَب: "من فلان إلى فلان". وأول من قال: "أما بعد". وأول من قال: "البينة على مَنْ ادَّعَى واليمينُ عَلَى من أنكر".

ويُنسب إلى قس بن ساعدة قوله: "كلا بل هو إله واحد، ليس بمولود ولا والد، أعاد وأبدى، وإليه المآب غداً".

ورووا له هذه الخطبة: "أيها الناس، اسمعوا وعوا، وإذا سمعتم شيئاً فانتفعوا، إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آتٍ آت. إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا. ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج. ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا هناك فناموا؟ تباً للأرباب الغافلة والأمم الخالية والقرون الماضية". وينسب الرواة كذلك إلى قس بن ساعدة حكما كثيرة منها: إذا خاصمت فاعدل، وإذا قلت فاصدق، ولا تستودعن سرك أحدا، فإنك إن فعلت لم تزل وجلا، وكان بالخيار، إن جنى عليك كنت أهلاً لذلك، وإن وفى لك كان الممدوح دونك. وكن عف العيلة مشترك الغنى تسد قومك.

ويذكر أحمد أمين أن أدباء العرب ذكروا أن ابن ساعدة كان نصرانياً وأنه أسقف كعبة نجران بينما يقطع لامانس في كتابه عن يزيد ببطلان ذلك ويذكر أنه لم يكن له صلة بنجران ويرجِح أنه من الحنيفية، ويعده الشهرستاني في كتاب الملل و النحل بين من يعتقد التوحيد ويؤمن بيوم الحساب.

 زيد بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي: نبذ عبادة الأصنام في الجاهلية، ووحد الله باحثاً عن دين إبراهيم الحنيف. ارتحل في الجزيرة العربية والشام والعراق باحثاً عن الإسلام، وهناك قابل أحبار اليهود والنصارى، وعلم أن نبياً سيبعث، ولم يقتنع باليهودية و لا النصرانية فظل على حنيفيته، إلا أن أحد الأحبار قال له: "ارجع فإن النبي الذي تنتظره يظهر في أرضك". فرجع زيد إلى مكة، وقد لقي محمداً غير ما مرة، غير أنه لم يدرك البعثة، وذكر عنه النبي أنه كان يأبى أكل ما ذبح للأصنام.

 جندب بن كلثوم: ادعى النبوة على رسول الله(ص)، وكان يزعم أن دليله على نبوته أنه يسرج مسامير الحديد والطين. وهذا لأنه كان يطلي ذلك بدهن البيلسان فتعمل فيه النار.

 كهمش الكلابي: كان يزعم أن الله تعالى أوحى إليه: "يا أيها الجائع، اشرب لبناً تشبع، ولا تضرب الذي لا ينفع، فإنه ليس بمقنع". وزعم أن دليله على نبوته أنه يطرح بين السباع الضارية فلا تأكله، وحيلته في ذلك أنه يأخذ دهن الغار وحجر البرسان وقنفذاً محرقاً وزبد البحر وصدفاً محرقاً مسحوقاً وشيئاً من الصبر الحبط فيطلي به جسمه، فإذا قربت منه السباع فشمت تلك الأرياح وزفورتها نفرت.

 حنظلة بن يزيد الكوفي: كان يزعم أن دليل أنه يدخل البيضة في القنينة ويخرجها منها صحيحة، ذلك أنه كان ينقع البيضة في الخل الحامض فيلين قشرها ثم يصب ماء في قنينة، ثم يدس البيضة فيها، فإذا لقيت الماء صلبت.

 أبو جعوانة العامري: زعم أنه يطرح النار في القطن فلا يحترق. وهذا لأنه يدهنه بدهن معروف.

ومن الذين ادعوا النبوة خلال حياة الرسول ثم بعد وفاته مباشرة:

 الأسود العنسي، أو عبهلة بن كعب بن غوث العنسي المذحجي، المعروف باسم "الأسود" و"ذي الخمار"، الذي قاتل باذان الفارسي وطرد معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري واستولى على صنعاء ونجران وحضرموت والإحساء. وتبعته قبائل من اليمن رأت في الزكاة إتاوة يدفعونها لقريش. ووصفت حركته بأول ردة في الإسلام.

 تشير الروايات أنه كان مشعوذاً يستعمل السحر لإقناع أتباعه ويغطي وجهه بخمار فلا يرى منه شيئا وكان له "شيطان" يأتيه بالإخبار يسمى بالملك  إلا أن مصادر أخرى تشير إلى إدعاءه نبوة من "ذي السماء" (ذو سماوي) الإله اليمني القديم.

مسيلمة الكذاب أو مسيلمة بن حبيب، عاش في كنف الكنيسة منذ طفولته، وكان يعلق صليباً من الفضة في عنقه، وكان يردد دائماً الآية التي وردت في الإنجيل: "إذا أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع كل أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء". توفيت والدته وهو في سن الخامسة عشرة؛ فذهب إلى "القدس" 601 ميلادية، ومكث فيها عامين وكان يتردد على كنائسها، وهناك تعلم اللغة اللاتينية.

عاد عام 603 ميلادية إلى جزيرة العرب ولكنه لم يستقر في اليمامة بل ذهب إلى عمان وهناك عمل بحاراً في السفن التجارية بين عمان والهند. وفي اليمامة عمل مسيلمة في الكنيسة (628 ميلادية) وبدأ القديسون يشتكون له من دخول أهل اليمامة في الإسلام.

 ذهب مسيلمة عام 632 ميلادية مع عدد من المسلمين من بني حنيفة الذين قدموا إلى المدينة يبايعون محمداً. بايع المسلمين من بني حنيفه محمداً، لكن مسيلمة لم يبايع معهم بل قال: "أريد أن يشركني محمد معه في النبوة كما أشرك موسى أخاه هارون". فسمعه الرسول محمد(ص)، فأمسك عرجوناً صغيراً من الأرض وقال لمسيلمة: والله يا مسيلمة لأن سألتني هذا العرجون ما أعطيته لك، فخرج مسيلمة ولم يبايع الرسول عليه الصلاة و السلام، بل بقي على النصرانية.

 ادعى النبوة وتسمى رحمن اليمامة، لأنه كان يقول: الذي يأتيني رحمان. ثم جاء بقرآن يضحك الناس، مثل قوله: يا ضفدع بنت ضفدعين، نقي ما تنقين، أعلاك في الماء وأسفلك في الطين، ومن العجائب شاة سوداء تحلب لبناً أبيض. فأنهتك ستره في الفصاحة. ثم مسح بيده على رأس صبي فذهب شعره. وبصق في بئر فيبست.

بعد وفاة النبي محمد، ثار مسيلمة على الخليفة أبي بكر، ولكن قواته هزمت من قبل خالد بن الوليد وقُتل مسيلمة من قبل وحشي بن حرب في معركة اليمامة عام 633 ميلادية وكان عمره قد تعدى المائة عام.

 سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان: امرأة نجدية من بني تغلب. قصدت بجنودها اليمامة لتأخذها من مسيلمة الكذاب الذي عرض عليها نصف الأرض وقبلت ذلك. ثم تزوجها وأقامت عنده ثلاثة أيام ثم رجعت إلى قومها. فقالوا: ما أصدقك فقالت: لم يصدقني شيئاً. فقالوا: إنه قبيح على مثلك أن تتزوج بغير صداق، فبعثت إليه تسأله صداقا فقال: أرسلي إلي مؤذنك. فبعثته إليه وهو شبت بن ربعي. فقال: ناد في قومك إن مسيلمة ابن حبيب رسول الله قد وضع عنكم صلاتين مما أتاكم به محمد يعني صلاة الفجر وصلاة العشاء الآخرة فكان هذا صداقها عليه.

 كانت مشهورة بالكذب, وكانت العرب تقول: (فلان أكذب من سجاح) نظراً لما اشتهر عنها من الكذب. وعندما بدأت حركات الردة وسمعت بردة طليحة ومسيلمة، بدأت بإعلان نبوتها وتبعها عدد كبير من بني تغلب وبني يربوع وسارت إلى منطقة نجد حيث أرسلت إلى مالك بن نويرة تقترح عليه مهاجمة المدينة المنورة معاً. ثم اتفقا على مهاجمة بعض القبائل المعادية لبني تميم وتغلب. لكن قواتها أخفقت في صدامها مع بعض القبائل في منطقة نجد فاتجهت مع أتباعها نحو اليمامة. ولما بلغها سير خالد بن الوليد بقواته نحو اليمامة بعد أن قضى على حركتي طليحة ومالك بن نويرة، عادت إلى بلاد الرافدين وبقيت بين قومها من بني تغلب ثم تابت إلى الإسلام وحسن إسلامها بعد مقتل مسيلمة. وتوفيت في عهد الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان بمدينة الكوفة.‏

 طليحة بن خويلد، كان ممن شهد غزوة الخندق في صفوف المشركين. خرج بعد دعوى مسيلمة النبوة وتبعه عوام ونزل سميراً، فتسمى بذي النون، يقول: إن الذي تأتيه يقال له ذو النون. وكان من كلامه: إن الله لا يصنع بتعفير وجوهكم ولا قبح أدباركم شيئاً فاذكروا الله أعفة قياماً. ومن قرآنه: والحمام واليمام، والصراد الصوام، ليبلغن ملكنا العراق والشام. هزم مع أتباعه على يد خالد بن الوليد في معركة بزاخة ودخل الإسلام على إثر ذلك. شارك طليحة في الفتوحات الإسلامية واستشهد في معركة نهاوند سنة 21 هـ - 642م.

 اللقيط بن مالك بن فهم الدوسي الزهراني الأزدي: ويسمى (شح) هو زعيـم الردة في عمــان(دبـا) موطن قبيلة الشحوح وكان زعيم الردة(الشحة) في عهد أبو بكر الصديق وهو من ادعى النبوة في عمـان ولقب ذي التاجيــن ورفض النـاس في دبـا دفع الزكاة للمسلميـن بعد وفاة الرسول(ص) فبعث أبو بكر جيشاً بقيادة عكرمة بن أبي جهل لمحاربتهم فتقاتل الجيشـان جيش المسلمين وجيش اللقيط بن مالك فكانت الغلبة للقيط لولا تدخل المسلمين ووصول الإمدادات لهم إلى دبـا وقتل اللقيط ومعه ألف مقاتل.

 هذيل بن واسع، كان يزعم أنه من ولد النابغة الذبياني، عارض سورة الكوثر، فقال له رجل ما قلت؟ فقال: إنا أعطيناك الجوهر، فصل لربك وجاهر، فما يردنك إلا كل فاجر. فظهر عليه السنوري فقتله و صلبه على العمود، فعبر عليه الرجل فقال:"إنا أعطيناك العمود، فصل لربك من قعود، بلا ركوع و لا سجود فما أراك تعود".

أما هذيل بن يعفور من بني سعد بن زهير فعارض سورة الإخلاص، وقال:" قل هو الله أحد إله كالأسد، جالس على الرصد، لا يفوته أحد".

 وفي العهدين الأموي والعباسي تفاقم الأمر - وتحول لطبع سياسي - لدرجة سئم الخلفاء من كثرة أدعياء النبوة، فأمروا عمالهم ورجال الشرطة لديهم بقتلهم "بلا محاكمة" وقليل من نجا منهم مثل رسول الشعراء أبو الطيب المتنبئ أو المتنبي الذي عاصر فترة تفكك الدولة العباسية وتناثر الدويلات الإسلامية التي قامت على أنقاضها. ومنها الحركات الدموية في العراق كحركة القرامطة وهجماتهم على الكوفة.

أما المختار بن أبي عبيد، فادّعى أنه يوحى إليه، و كان متخبطاً في دعواه، و قتل خلقاً كثيراً، وكان يزعم أنه ينصر الحسين رضوان الله عليه، ثم قتل.

وكان من الذين ادعوا النبوة في العهود اللاحقة، وصولاً إلى العهد الراهن:

 محمد الكتامي الغماري: المشهور بابن أبي الطواجين هو شخصية تاريخية زامن أفول الدولة الموحدية، قام عام 625 هـ/1227م بثورة بغمارة في غرب الريف بشمال المغرب الأقصى، ادعى النبوة وشرع بعض الشرائع، وكثر أتباعه لما أظهره من معجزات للعوام، حيث انتحل صناعة الكيمياء. مارس الشعوذة وادّعى النُّبُوَّة واستفحل أمره لضعف دولة الموحدين، فكثر أنصاره الذين كانوا يساندونه ويؤيدونه مثل بني يوسف وبني حسان. وبعد أن أعلن عليه المتصوف عبد السلام بن مشيش حرباً ضد أفكاره وادعاءاته، وذلك من خلال دعوة القبائل بالحجة والدليل حول فساد دعوة أبي الطواجين، لإقناعها بتركه، فقام ابن أبي الطواجين بالتخطيط لقتل ابن مشيش بعد أن علم أنه أصبح عقبة في طريقه. فتعقبوه في مكان عبادته وهو يقوم بالوضوء والاستعداد لصلاة الصبح، فتمكنوا من قتله سنة 1227م. انتقل خبر وفاة عبد السلام إلى مريديه في مدينة سبتة وهناك جهز المريدون جيشا من الأتباع وعساكر سبتة وراحوا عند أبي الطواجين في وادِ لَوْ فأدركوه وقتلوه.

 مرزا غلام أحمد القادياني: المولود في قرية قاديان من بنجاب في الهند عام 1839 ميلادي. بدأ غلام أحمد نشاطه كداعية إسلامي حتى التف حوله جماعة فأدعى انه ملهم من الله ثم ادعى انه المهدي عليه الإسلام والمسيح الموعود ثم ادعى النبوة زاعما انه أعلى وأرقى من نبوة (ص)فتصدى له بعض رجال الدين واثبتوا بطلان دعوته ولما رأوه مصِرّاً على كذبه دعاه الشيخ أبو الوفا للمباهلة على أن يموت الكاذب منهما وفعلا لم تمر إلا أيام قلائل حتى هلك الميرزا غلام احمد الكذاب.

 زهرة التونسية لُقبت بـ"زهرة أم الأنبياء": مدرسة ثانوية كانت تقيم وسط العاصمة التونسية في منطقة (باردو). زعمت أنها أرسلت لتوحيد الديانات وتجديدها لتحقيق السلام في العالم وعلى الرغم من بطلان دعوتها إلا أن الكثير من الناس اتبعوها , وقد قامت بعقد مؤتمرات صحفية وهي تطالب بنشر رسالتها والتحضير لعقد مؤتمر عالمي حسب ادعائها لعرض ما أسمته "قرآناها الجديد".

 محمد بكاري: يمني التحق بمدرسة العلوم الشرعية في محافظة صعدة في اليمن واستمر بأخذ علومه منها إلى أن ادعى النبوة زاعماً أنه نبي يوحى إليه من السماء وأنه مختار ومرسل فأخذ يشرع أحكاماً وفرائض ثم أصدر قرآناً خاصاً به.

 محمد رجب ديب البيروتي: لبس العمامة ونصب نفسه نبياً للتوجيه والإرشاد باسم الطريقة النقشبندية وتمكن من جمع أناس حوله يستمعون إليه ويأخذون بنصائحه التي يستهزئ بها بشخص الرسول الكريم ويرد أحكامه الشرعية, ويحث على جمع الأموال بشتى الوسائل الأمر الذي هيأ أتباعه لتشكيل عصابات سرقة ونهب. تم إلقاء القبض على بعضهم في بيروت.

 هيثم أحمد "النبي هيثم": سوري زعم أتباعه أن له أعمالاً خارقة وأنه قادر على سحر كل من يتحدث إليه, اخفت السلطات أمر ادعائه النبوة إلى أن تمكن أتباعه من السيطرة على سجن إدلب من أجل إطلاق سراحه.

 أحمد يمني أحمد أو "منصور ذو القرنين": مهندس مصري عمل في شركة تبريد وتكييف ادعى أنه نبي هذا الزمان وانه البعث الثاني للنبي محمد(ص) ليوحد العرب ويهدي العالم.

 سيد طلبة المصري: موظف في هيئة الطاقة الذرية بدأ مسيرته بعلاج المرضى بالقران الكريم وما أن بدأ يشتهر بين الناس حتى بدأ دعوته على انه النبي الجديد على الأرض. مستدلاً على صحة نبوته بأن الله أيده بمعجزة الشفاء بالقران وسر كلمة "كن فيكون" وعندما جادله أحد الأفراد بان سيدنا (ص)هو آخر الأنبياء أجابه طلبة: نعم هو آخر الأنبياء لكنني منزل لتثبيت الدين ولإدراك المسلمين قبل أن يغرقوا في المعصية.

 ثريا منقوش(رسولة السلام): تعد من الباحثات اليمنيات المميزات في التاريخ والفلسفة قصتها مع النبوة كما تقول: عام 1982 حيث حصلت معي أحداث ربانية عظيمة وكبيرة خلال ليلتين متتابعتين وهو ما يسمى بعث الله للنبي وحينما يقول الله تعالى ذلك فأنه لم ينزل الأنبياء من السماء وإنما هم آدميون ونتيجة لوعي وجداني رأيت أن الوقت قد حان من أجل تبليغ رسالتي.

 لطيف صبحي: شاب مصري كان يعمل في بريطانيا, ادعى أنه قد أوحي له بأن يدعو الناس, بدأ دعوته عام 1995 مستدلاً على معنى اسمه بالفرنسية الذي يتكون من مقطعين هما  La+Teaوتعني كلمة "لا شيء" ومن معنى هذه العبارة يستدل بالقران في سورة الكهف بقوله تعالى "لا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله". فأكد في توضيحه للآية أن اسمه هو المقصود في هذه الآية لأن "لطيف" بعد تقطيعه وتحويله للفرنسية يكون معناه "لا شيء" وهذا مطابق للآية كما يزعم.

 شاكر التونسي: وهو من مدينة جندوبة شمال غرب العاصمة التونسية يدّعي أن الله كلفه بنشر رسالته الجديدة في الأمة الإسلامية ويصف نفسه بـ"عليه السلام" وأن له معجزات وأن له كتاباً مقدساً يوحي إليه.

 محمد إبراهيم محفوظ: مدير امن سابق لأحدى شركات الملاحة في الإسكندرية أعلن أنه نبي الله وانشأ "الطريقة الروحية" وتتلخص دعوته في أن النبي(ص) لم يمت وإنما يتجسد فيه وقد أباح الربا ثم اخذ ينفرد بزوجات أتباعه ممن يلجأن إليه للعلاج الروحي.

 محمد الجعفري: من مدعي النبوة الذين ظهروا في مصر - تحديدا في مدينة أسوان - وهو فلاح شبه أمي ومع ذلك وصلت دعوته إلى حي الزمالك في القاهرة حيث تمكن من استقطاب العشرات من أبناء الحي الراقي.

 محمد عبد الرزاق أبو العلا "النبي الخياط": كان خياطاً في منطقة التبين جنوب القاهرة ادعى النبوة زاعماً أن الله عز وجل أنزل عليه الوحي وأن هاتفاً أيقظه من النوم وقال له أنت المهدي المنتظر واتصال آخر هاتفي ابلغه انك النبي المبعوث وعليك هداية الناس, يدعي انه عامل الوحي.

 محمود محمد طه "غاندي السودان": خريج قسم الهندسة بكلية (غردون التذكارية) وعمل بمصلحة السكك الحديدية ادعى أنه المسيح عيسى بن مريم وأنه نبي مرسل وكان تلاميذه يسابقون إلى استظهار رسائله عن ظهر قلب.

 سامح جلال الحسيني: كان احد الطلبة المجتهدين في ريف مصر ادعى النبوة على الرغم من أن عمره(22) عاماً اشتملت دعوته على أفكار جديدة ويؤكد على نفي خاتمية النبوة والرسالة بل إن النبوة مفتوحة.

 عبد الرحمن التونسي "نبي صفاقس"، ادّعى النبوة بعد أن نصّب نفسه مشرّعاً يحلل ويحرم بآيات شيطانية ابتدعها هذا الكافر, أعطى وعوداً لأتباعه منها تحويل الكعبة المشرفة إلى مدينة صفاقس. جمع أموال كثيرة من الزكاة وتحول هذا النبي الكاذب إلى زعيم ديني روحي لجماعته وله أتباع كثيرون.

 محمود محمد طه، رئيس الحزب الجمهوري بالسودان ادعى في ثمانينات القرن الماضي أنه نبي مرسل وأن رسالة محمد(ص) ـ لم تعد صالحة لهذا الزمان ـ وحكمت عليه المحكمة الشرعية بالخرطوم عام 1986بأنه مرتد مارق.

 عمر أمين حسنين: بدأ زعيم للطريقة الصوفية البيومية في القاهرة ثم ادعى النبوة وأن جبرائيل عليه السلام وعزرائيل عليه السلام يتآمرون معه ويخففون عنه آلامه وانه نجح في رفع الصلاة عن بعض أتباعه لبلوغهم درجة اليقين.

 منال وحيد مناع "سجاح العصر"، زعمت أن بيتها مسجد للصحابة الأولياء وان عمها الذي ادعى النبوة واعتقل ومات في السجن يؤدي مناسك الحج نيابة عن أتباعه وعليه فلا داعي لأن يحجوا وأن جبرائيل عليه السلام ومولانا الحسن والحسين عليهما السلام وكلا من السيدة زينب وفاطمة الزهراء عليهما السلام يتجلون لها بصحبة عمها عمر حسنين وفي عام 1990 ادعت النبوة علناً والغريب أن أتباعها على درجة عالية من الثراء منهم بعض تجار الذهب ورجال الأعمال وأساتذة الجامعات وأطباء ووكلاء وزارات سابقين.

 رامي عبد الفتاح: طالب في كلية الهندسة ادعى النبوة مؤكدا هبوط وحي من السماء لاختيار نبي لأخر الزمان وان الوحي طلب منه تبشير المسلمين والمسيحيين واليهود وباقي الرسالات الأخرى - على حد قوله - بدعواه وضرورة الدخول فيها قبل حلول يوم القيامة الذي حدده بالحادي والعشرين من شهر آذار عام  2000.

 صلاح شعشيع "صاحب القبلة المحمدية": طبيب مصري مختص في عمليات إجهاض النساء واشتهر في هذا العمل ثم ادعى انه النبي "محمد " مدعيا أن وفاة النبي(ص) لم تكن إلا بالجسد فقط وأن روحه باقية في جسد "صلاح" صاحب هذه الدعوة.

أدعياء النبوة خارج بلاد العرب

تكثر ادعاءات النبوة في بلدان معينة وتكاد تختفي تماما في بلدان أخرى. ففي باكستان مثلا يكاد يظهر مدعي نبوة جديد كل شهر تقريبا. كما ظهر مدعون للنبوة في الولايات المتحدة الأمريكية برعاية وحماية قانون الحريات الدينية، ومن ابرز مدعي النبوة في بلاد أجنبية:

 محمد اليجا "المكرم مالك الأرض": الذي ادعى النبوة وانه هو الله المتجسد وله عقائد وتقاليد شديدة الغرابة منها أن محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم أرسل للعرب فقط بينما هو أرسله الله إلى سود أمريكا وانه آخر المرسلين.

 رشاد خليفة "نبي أريزونا": ولد في كفر الزيات لأب اشتهر بأنه شيخ طريقة صوفية اسمه عبد الحليم محمد خليفة وعرف رشاد بالتصوف وبعد دخوله الجامعة ثم سفره إلى أمريكا لدراسة الدكتوراه في الكيمياء حصل على الكثير من المناصب منها خبير في الأمم المتحدة قبل أن يترك عمله ويعود إماماً لمسجد مدينة توسان الأمريكية ورئيساً للمركز الإسلامي في المدينة وهكذا حتى ادعى أن جبريل عليه السلام أتاه بالوحي ليبدأ دعوته.

سردار أحمد "نبي باكستان": ادعى النبوة في مدينة فيصل أباد, له أتباع ومؤيدين كثر، واستمر في دعوته الضالة لفترة طويلة يصارع من اجل نشر قضيته.

ذكر الله "نبي اندونيسيا": ادعى انه نبي مسلم أرسل لتحويل الناس من الدين الخطأ إلى الدين الإسلامي الجديد وقد نشر دعوته في إقليم سولاوبسي وسط اندونيسيا والعديد من الجزر الاندونيسية.

جوزيف سميث "نبي المورمون": أعلن أن وحيا من السماء أتاه واخبره انه رسول للقارة الأمريكية لتأسيس الكنيسة الأصولية أعطاه الشخص الآتي من السماء والذي يسمى مورني.

ميونج "المسيح الثاني": ادعى أن النبي عيسى عليه السلام ظهر وهو في السادسة عشر من عمره وأخبره أن الله اختاره ليؤسس جنة على الأرض وانه سيكون المسيح الثاني ومنحه مبادئ ربانية يدعي أنها نسخة ثالثة من الإنجيل والقران.

 اليس لوكونا "نبية قبلية الاشولي": نشأت في هذه القبيلة جنوب السودان وهي كاثوليكية قبل ادعائها النبوة, أسست جيش الرب ثم ادعت أن روح القدس قد هبط عليها.

جوزيف كوني: وهو مسيحي كاثوليكي نزعم حركة جيش الرب في أوغندا منذ عام 1986 بعد عمته (اليس لوكونا) ادعى أن روح القدس ينزل علي, أصبح كوني إلهاً في نظر الكثيرين الذين يعلقون مسابح حول أعناقهم.

ديفيد كورش، ولد باسم فيرنون اين هاول، كان قائد طائفة الفرع الداوودي الدينية، يؤمن بكونه النبي الأخير. حاول تغيير اسمه رسمياً إلى ديفيد كوريش 15 مايو 1990. في 1993 هوجم من طرف مكتب الكحول والأسلحة النارية والتبغ والمتفجرات الأمريكي، وحصره من طرف مكتب التحقيقات الفيدرالي انتهى بحرق مزرعة الفرع الداوودي في واكو، تكساس في مقاطعة ماكلينن. تنسب جماعة الديفديين إلى داود الذي سيخرج من نسله ملك اليهود المنتظر. وكورش هو اسم الملك الفارسي الذي أعاد اليهود من السبي.

 إبراهيم أبو العافية: مؤسس مدرسة "القبالاه النبوية"، ولد في سرقسطة، إسبانيا، في 1240 للميلاد، توفي في 1291 في كومونو، أرخبيل مالطا. وقد عرف لدى اليهود بأنه يعتبر نفسه نبيا، وأنه الماشيح، واتهام بأنه قد جن بنشوة القبالاه.

 شكر بن سالم كوهايل الأول: مدعي نبوة يهودي مسيحي يمنية من القرن التاسع عشر.

 ساتيا ساي بابا: زعيم ديني، فيلسوف، شاعر، وخطيب متكلم هندي, اسمه الكامل "ساتيا راجو ناريانا" وتعني بالعربية "جنة الحق"، وهو اسم لأحد الحكماء القدماء في الهند.

 السري ساي بابا وتعني بالعربية: الأب الرحيم، الأب المقدس و(جامع الرحمة)..هو خطيب مفوه بلغته الأم – تيلوغو – وتحدث عن التناسخ وكشف عن حيواته السابقة وحتى المستقبلية ووزع صورة له في المستقبل تحت اسم (ساي بابا بريما) وكشف مكان تولده المستقبلي. وأبدى ثقافة وعلماً غزيراً في كل دين، ويعظ البشرية لتفادي الغيرة والاكتئاب النفسي نتيجة المرض والفقر الذي تقف وراؤه مجتمعات ودول كبرى، ويؤازر تعبد كل مؤمن بحسب ديانته ومجتمعه كي ينمو روحياً بعيداً عن أي تعصب طائفي. وينادي بالوحدة والمساواة وحقوق الإنسان، ويدعو المرأة إلى مشاركة الرجل بالمجالات الدينية والدنيوية ويسمي الأمهات بناء المجتمع، وقال أن مستوى الأمة يتوقف على احترامها للمرأة.

تساءلت مجلات وكتب كثيرة عن سر المعجزات التي يظهرها الساي بابا، التربة المقدسة والقلائد والعقود والساعات وشفاء المرضي أو تغيير لون ثيابه بثوان. كتابات تظهر بخط يده علي مستشفيات في لندن أو بقاع مختلفة من العالم.

كلود فوريلهون: صحفي فرنسي فجأة غير اسمه إلى (رائل) والتي تعني ناقل رسالة الخالق إلى البشر وأعلن نفسه رسولا واخذ يجمع حوله تابعين وبالفعل تم نشر رسالته في خمس قارات مع مطلع الألفية الثانية وتمتاز دعوته بمزيج من الأطروحات العلمية والإضافة إلى الأفكار الدينية.

 هونج إكسيوكوان: سُمي عند مولده باسم هونج رينكان، لُقب بعدها بالاسم المستعار هوكسيو، كان يتنتمي لشعب الهاكا الصيني. وقاد هونج إكسيكوان تمرد التايبينغ ضد مملكة تشينغ، مما مكَّنه من إنشاء مملكة تايبينغ السماوية فوق أجزاءٍ مختلفةٍ من جنوب الصين، مع تنصيب نفسه "الملك السماوي (Tian Wang)" وشقيق يسوع المزعوم.

اعلى الصفحة