الحركات والتنظيمات الإسلامية المحظورة في أوروبا
تضاريس التكفير وحدود الاندماج

السنة الرابعة عشر ـ العدد 170 ـ ( ربيع الثاني ـ جمادي اول 1437 هـ) شباط ـ 2016 م)

بقلم: مأمون كيوان

 

تصدر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان


الصفحة الأساسية


الصفحة الأولى


أعـداد سـابـقة


المدير العام:

الشيخ محمد عمرو


رئيس التحرير:

غسان عبد الله


المدير المسؤول:

علي يوسف الموسوي


الإشراف على الموقع:

علي برو


للمراسلة

 

مرت علاقة المسلمين بالمجتمعات الأوروبية التي هاجروا إليها بعدة مراحل منذ بداية القرن العشرين وحتى الوقت الراهن ما بين التعايش والتوتر والاستقطاب، تنقسم على النحو التالي:

1- مرحلة الإسلام الهادئ(1900-1972): وقد بدأت هذه المرحلة مع بدء توافد المهاجرين العرب والمسلمين منذ القرن التاسع عشر من خلال هجرة اللبنانيين والجزائريين بشكل كبير إلى الأراضي الأوروبية والذين كان الأوروبيون يتعاملون معهم على أنهم عمال مؤقتون، واتسمت العلاقة خلال تلك الفترة بالهدوء بين المسلمين والمجتمعات الأوروبية إذ لم يطالبوا بالاعتراف بالإسلام كدين، مكتفين بالمطالبة بإقامة بعض المساجد التي من شأنها تيسير إقامة الشعائر الإسلامية.

2- مرحلة ظهور الجيل الثاني من المسلمين(1973-1988): بدأت هذه المرحلة منذ أواسط سبعينيات القرن الماضي. بعد انتهاج معظم الحكومات الأوروبية لسياسة لم الشمل العائلي منذ عام 1973 والتي تمنح العمال المهاجرين الحق في استقدام عائلاتهم إلى البلدان التي هاجروا إليها. وقد أدت هذه السياسة إلى ظهور ما يسمى بالجيل الثاني من المهاجرين المسلمين الذين نشأوا في أوروبا وبدأوا في التعبير عن أنفسهم بقوة خلال ثمانينيات القرن الماضي في ضوء تشربهم للثقافة الأوروبية وثقافة أوطانهم الأصلية، حيث استغل هذا الجيل حرية تكوين الجمعيات الأهلية وقاموا بنشاط ثقافي وسياسي واسع في أوساط الجالية العربية في أنحاء أوروبا، بل ودخلوا في مواجهات مع السلطات الأوروبية من أجل الدفاع عن حقوق المهاجرين والتوسع في إنشاء المساجد والمدافن والمجازر لذبح اللحوم وفقاً للشريعة الإسلامية والاعتراف بالإسلام كديانة رسمية.

3- مرحلة المواجهة بين المسلمين(1989-2015): بدأت هذه المرحلة من خلال وقوع عدد من المواجهات السياسية والثقافية والدينية بين المسلمين والمجتمعات الأوروبية، كان من أهمها فتوى الخميني بإهدار دم سلمان رشدي عام 1989 بعد صدور كتابه آيات شيطانية في بريطانيا، وأزمة الحجاب في فرنسا بعد منع دخول طالبتين ترتديان الحجاب المدرسة بدعوى مخالفتهما لمبادئ العلمانية في فرنسا، بالإضافة إلى تداعيات الصراع العربي/الإسرائيلي والانتفاضة الفلسطينية وأحداث الحرب على العراق عامي 1991 و2003.

مأسسة الوجود

شكل المسلمون في أوروبا بنى وهياكل تنظيمية ومؤسساتية مختلفة، في محاولة منهم للتأقلم مع الواقع الأوروبي ومتطلبات عملية الاندماج التي لا تلغي الخصوصية القومية والدينية والثقافية، ومن تلك الجمعيات والمجالس والحركات التالي:

1- الجمعيات الأهلية الإسلامية، التي بدأت في الانتشار خلال ثمانينيات القرن الماضي، على يد الجيل الثاني من المهاجرين المسلمين الذي تشرب الثقافة الأوروبية، ولا يقتصر نشاطها على المجال الديني فقط بل تقوم بدور كبير في المجالات الثقافية والسياسية والتعليمية والاجتماعية من خلال التوجه لجمهور محدد وفقاً لمعايير عرقية مثل الأتراك والجزائريين والتونسيين والمغاربة. وتهتم هذه الجمعيات أساساً بالجبل الثاني من المهاجرين من خلال تنظيم الندوات الثقافية وتقديم الإعانات المالية للعائلات العربية والمسلمة الفقيرة. وتنقسم هذه الجمعيات إلى ثلاثة أنواع:

أ‌- منظمات ذات صفة إثنية، وهى الأكثر انتشاراً وتهدف إلى مساعدة المهاجرين والدفاع عن حقوقهم أمام سلطات الدول الأوروبية وهى مرتبطة بدول المنبع التي ينتمي إليها المهاجرون، وينصب نشاطها على المجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية مثل جمعية الصداقة الجزائرية في فرنسا واتحاد العمال الهنود والباكستانيين في بريطانيا.

ب‌- منظمات الدعوة الإسلامية، وأهمها جمعية التبليغ والدعوة الباكستانية والتي تقوم بنشاط ملحوظ في عدد من الدول الأوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا، وتركز في دعوتها بين مسلمي أوروبا على أهمية العودة إلى القيم والتقاليد الإسلامية واحترام النصوص الدينية. وقد تأسست في الهند عام 1926 على يد الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي، وتتبنى الجماعة فكرة إرسال الدعاة إلى القرى والنجوع لغرس قيم الإسلام لدى المسلمين؛ ويقدر عدد أعضائها في أوروبا بأكثر من (150000) شخص. وتعلن الجماعة التزامها بالمحافظة على تعاليم مدرسة ديوباند السنية، وهناك قواسم مشتركة بينها وبين نمط الإسلام الوهابي، إلا أنها أكثر مرونة وتقبلا للمناهج الإسلامية الأخرى خاصة الصوفية.

ت- الطرق الصوفية، توجد في الدول الأوروبية التي تتواجد فيها جاليات تركية وكردية. وغالبية الحركات الصوفية ذات توجه عالمي كالطريقة النقشبندية والقادرية ، وهناك طرق صوفية نشأت أصلا في أوروبا كالطريقة البكتاشية المنتشرة في منطقة البلقان. بينما تعد الطريقة النقشبندية من أوسع الطرق الصوفية انتشارا في غرب أوروبا.

2- المنظمات الإسلامية الدولية العاملة في أوروبا: تمثل في الأساس نموذجاً للصراع السعودي/الباكستاني في مجال الدعوة الإسلامية في أوروبا، وتتبع عدداً من المؤسسات في العالم الإسلامي وتنحصر مهمتها في إرسال الأئمة والدعاة وتمويل إنشاء المساجد، ومن بين تلك المنظمات، رابطة العالم الإسلامي الخاضعة للنفوذ السعودي، رابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي وهما مجموعة من الشبكات الممولة من قبل السعودية ذات التوجه العالمي، وتولي اهتماماً كبيراً بالمسلمين في أوروبا الغربية خاصة فرنسا وألمانيا وإنجلترا، وتستهدف تأكيد تعاليم الإسلام كما تهتم بتزويد غير المسلمين بمعلومات عن الإسلام، وتنسيق الأنشطة الإقليمية للدعاة وعلماء الدين وإنشاء المراكز الإسلامية، وتسعى رابطة العالم الإسلامي لإقامة شراكة مع شبكة من المنظمات الإسلامية في أوروبا لتلبية الاحتياجات الدينية للأعداد المتزايدة من المسلمين خاصة في تمويل بناء المساجد والمراكز الإسلامية.

أما الندوة العالمية للشباب الإسلامي فتركز على الشباب المسلم؛ فتقيم معسكرات شبابية وبطولات كرة قدم، وتقدم منحاً دراسية لدراسة الإسلام وتهتم ببرامج التبادل الدراسي، إلا أن الاتهام دائماً موجه للرابطة والندوة بالترويج للفكر الوهابي المتشدد، وتنتشر المواقع الإلكترونية للعلماء السعوديين البارزين، والتي يرتادها كثير من المسلمين الأوروبيين الذين يبحثون عن معلومات حول الإسلام أو فتاوى دينية، ومع ذلك يظل انتشار ونفوذ الرابطة محدودا في غرب أوروبا، ولكنها تظل منبرا لنشر الفكر الديني المحافظ.

 3- منظمات خاضعة لسيطرة الدول المصدرة للهجرة: وتعتبر كل من تركيا والمغرب نموذجين للدول الناشطة في هذا المجال، فبالنسبة للحالة التركية، يتم إدارة هذه المؤسسات من خلال هيئة الشئون الدينية التابعة لرئيس الوزراء التركي، وتتولى هذه الهيئة إدارة أماكن العبادة الخاصة بالجاليات التركية في أوروبا. وبالنسبة للحالة المغربية، فتقوم الحكومة المغربية بإرسال الأئمة والدعاة إلى المناطق التي توجد بها جاليات مغربية، بهدف ربط تلك الجالية بالحكومة المغربية.

 4- الحركات العابرة للحدود، والحركات التي تقع أصولها في دول إسلامية؛ لذا جاء التركيز على: حركة غولن، وجماعة الإخوان المسلمين..

 5- المجالس التمثيلية للمسلمين: وقد بدأ عدد من الدول الأوروبية في إنشاء هذه المجالس بغرض تكريس فصل المسلمين عن دول المنبع للسيطرة عليهم من جانب، ومحاولة إدماجهم من جانب آخر في المجتمعات التي يقيمون بها. ومن أبرزها: اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، الذي أنشئ سنة 1983 وأصبح من أكبر الفيدراليات الإسلامية, واستمد هذا التنظيم قوته من شبكة تضم أكثر من 200 جمعية تغطي مختلف ميادين الحياة الاجتماعية، ووفق النظرة الشمولية للإسلام الموروثة عن الإخوان المسلمين. ويوجد مقر الاتحاد في المنطقة الصناعية بـ"كورناف" في فرنسا. وهو الفرع الفرنسي من اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا. وينقسم اتحاد المنظمات الإسلامية فرنسا إلى 8 جهات إدارية, ممثلة فيها بمندوب, وهي تجزم بارتباط أكثر من 200 جمعية بها. وهي ذاتها مقسمة إلى ثلاث مجموعات حسب درجة الولاء والالتزام، فهناك العاملون(50 فرداً) والأصدقاء(50 فرداً) والمتعاطفون(100 فرد) وللاتحاد روابط مع جمعيات متخصصة تنشط في قطاعات خاصة فالعاملون من الشبان ينتمون إلى الشباب الإسلامي الفرنسي, أو إلى الطلبة المسلمين الفرنسيين. وللنساء المنتميات إلى الاتحاد جمعية أيضا تسمى (الرابطة الفرنسية للمرأة المسلمة). وفي المجال الإنساني هناك اللجنة الخيرية ودعم فلسطين أما جمعية ابن سينا فتضم الأطباء. والإطارات الدينية تنتمي لجمعية أئمة فرنسا. وهناك المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية الكائن بـ"سان ليجي دوفوجري" في "نياقر", ومن مهامه تكوين الأئمة والاطارت الدينية. 

 6- شبكات العلماء المسلمين: تتمايز عن الجماعات الأخرى، ولكنها تتقاطع معها في كثير من الأحيان، وبعضها يعتمد على نفوذ حركات رسمية كالإخوان المسلمين أو رابطة العالم الإسلامي، وغالبا تدور هذه الشبكات حول شخصية إسلامية تتمتع بالنفوذ والقبول الديني، وهناك عدد من المفكرين الإسلاميين المعروفين اليوم في أوروبا مثل طارق رمضان وعبد الحكيم مراد ومصطفى سيريتش مفتي البوسنة.

 ومن أبرز الدعاة والمفكرين الإسلاميين ذوي التأثير في أوروبا الشيخ يوسف القرضاوي، وهناك أيضاً تأثير متزايد للمجامع الفقهية في أوروبا كالمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث.

 7- الجماعات المتطرفة: قدر عدد الجماعات المتطرفة بثمانٍ وعشرين شبكة جهادية نشطة في أوروبا خلال الفترة من 2001-2006، وعدد أعضاء هذه الشبكات لا يزيد عن بضع مئات من الأفراد. وعلى الرغم من ذلك لا تمثل المنظمات الجهادية المسلحة سوى نوع واحد من المنظمات الراديكالية الإسلامية -حسب تقرير بيو- فهناك حركات راديكالية تنبذ استخدام العنف كحزب التحرير الإسلامي، والذي يختلف من حيث المبادئ والتنظيم الهيكلي عن الجماعات المسلحة، ويعود في نشأته للخمسينيات من القرن العشرين كامتداد لجماعة الإخوان المسلمين، ويسعى بعضهم لإعادة تأسيس الخلافة من خلال الوسائل السياسية، وللحزب تواجد قوي في أوروبا، ولاسيما في إنجلترا والدنمرك، وبعض التواجد في ألمانيا على الرغم من حظر نشاطه فيها منذ عام 2003 بحجة معاداته للسامية.

السلفية في ألمانيا

هناك نوعان من التنظيمات الإسلامية في ألمانيا، حيث ينتمي إلى المنظمات "المرتبطة بالعنف" نحو 2500 شخص في ألمانيا. ويركزون على جمع التبرعات واستقطاب وتجنيد أفراد جدد ونشر دعوتهم، وهم خاملون في ألمانيا حتى لا يقعوا تحت أعين الأمن؛ لذلك يتجنبون الفعاليات العلنية أو ينشطون تحت غطاء منظمات أخرى، ويشارك أتباع هذه المنظمات في المظاهرات السياسية. بينما يمثل أتباع التنظيمات "الشرعية" غالبية الإسلاميين في ألمانيا، حيث يصل عددهم إلى  نحو 33000، ويتركز نشاطهم على محاور: سياسية وتعليمية ودعوية تعبوية. ويتميز هذا النوع من الإسلاميين بالتنظيم الجيد والتخفي تحت جمعيات إسلامية مختلفة، فضلاً عن أنهم يستغلون حضورهم السياسي للتأثير على بعض الموضوعات المجتمعية في ألمانيا مثل مسألة التربية الدينية في المدارس وتأسيس معاهد إعداد الدعاة في ألمانيا، بالإضافة إلى سعيهم الدائم لكسب أعضاء جدد في تنظيماتهم لنشر أيديولوجياتهم الإسلامية، وذلك عن طريق استغلال المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية في ألمانيا، من خلال عقد الندوات الدينية وورش العمل وتقديم دورات مجانية ورحلات ومعسكرات صيفية، وتهدف كل هذه الفعاليات إلى احتواء الشباب وإقناعهم وتنشئتهم على مفهومهم الضيق للإسلام.

ولا يعتبر السلفيون فصيلاً واحداً متجانساً، فهم أطياف متعددة، أما في ألمانيا يمكن تقسيمهم إلى فصيلين: "السلفية الجهادية"، و"السلفية السياسية"، ويجتمع الفصيلان على هدف واحد وهو تأسيس دولة سلفية، ولكنهم يختلفون في طريقة الوصول إلى هدفهم.

وتتميز "السلفية السياسية" بالقدرة الدعوية والدعائية في الوقت نفسه، فهم يصفون الحركة "بالدعوة" أي الدعوة إلى الإسلام الصحيح من منظورهم، ويعتبرون الدعوة سلاحهم، أما "السلفية الجهادية" فهي تستخدم السلاح، والجدير بالملاحظة أن تحول الأنصار من السلفية السياسية إلى السلفية الجهادية يحدث بسرعة ويسر شديدين، والأكيد أن كل أتباع السلفية الجهادية في ألمانيا كانت لهم بدايات ونشاطات مع السلفية السياسية، وهذا يعني أن انتشار أيديولوجية السلفيين يمكن أن تؤدي إلى الإرهاب.

ولا يوجد للسلفيين هيكل تنظيمي واضح أو تنظيم حديدي، كما هو حال جماعات أخرى مثل الإخوان المسلمين، يظهر السلفيون في أغلب الحالات في صورة دعاة أو تنظيمات صغيرة أو مجموعات تتركز في مساجد بعينها في ألمانيا، بالإضافة إلى الأنصار العاديين والمتصلين مع بعضهم البعض داخل وخارج ألمانيا.

وهدف السلفيين في ألمانيا هو إنشاء دولة ومجتمع ونظام قضائي (بديل للدستور) يتوافق ومعتقداتهم السلفية، وبذلك يرفضون القيم الديمقراطية الغربية، متعللين بأنها من صنع البشر.

ويقدر عدد السلفيين في ألمانيا بنحو 4500 سلفي، لكن العدد الفعلي غير معلوم، وذلك بسبب عدم وجود هيكل تنظيمي، فالانضمام والانخراط في البيئة السلفية يتم عادة بشكل غير رسمي وغالبًا يتم من خلال علاقة "التلميذ بأستاذه" وكذلك "العلاقات الافتراضية" على شبكة الإنترنت، فضلاً عن تواجدهم تحت غطاء منظمات إسلامية مختلفة.

وتعد الجماعة السلفية "الدعوة إلى الجنة"، كانت من أكثر المجموعات السلفية نشاطًا وتأثيرًا في ألمانيا ، وينتسب لهذه الجمعية المعتنق( للإسلام) بير فوجل، الذي قام بالتبشير عن طريق شرائط الفيديو على شبكة الإنترنت. وقد تم حل هذه الجمعية في عام 2011. في ألمانيا وكذلك جماعة "الدين الحق" تعد الجماعة الأقوى على الساحة السلفية في ألمانيا، ونذكر أيضاً جماعة "ملة إبراهيم"، والذي أدى حلها ومنع نشاطاتها في ألمانيا من قبل وزارة الداخلية الألمانية إلى سفر معظم أعضائها إلى الدول العربية.

وأهم ما يميز السلفيين في ألمانيا في الوقت الراهن إجادتهم استخدام الخطاب الإعلامي الموجه لأنصارهم، فضلاً عن تكثيفهم للفعاليات الدينية للانتشار وكسب محبين جدد، مثل رحلات الحج والعمرة، ورحلات لتعلم اللغة العربية للمسلمين الألمان في الدول العربية، وتعتمد السلفية في ألمانيا على الإنترنت بشكل رئيسي في نشر دعوتهم؛ لذلك يوجد عدد كبير من المواقع السلفية باللغة الألمانية، فضلاً عن عدد كبير من الفيديوهات المدبلجة بالألمانية على اليوتيوب.

ومن بين الجمعيات المتطرفة المعروفة في ألمانيا، على سبيل المثال جمعية (بيت الثقافات متعددة الأجناس) المحظورة عام 2005 ، وكذلك (مركز المعلومات الإسلامية) المنحل في سبتمبر عام 2007 في مدينة أولم/نوي-أولم.

وبالإضافة إلى دعايات شبكة الإنترنت ازداد نشاط دعاة السلفية الإسلامية المتطرفة مثل (إبراهيم أبو ناجي) في مجمل مناطق الاتحاد، ولكنه يتركز في شمال الراين، وستفاليا، وفرانكفورت، وبرلين.

ونلاحظ تنامي ما يطلق عليه "الجهاديون أون لاين" أو الجهاد في العالم الافتراضي في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى تكوين الشبكات على الأرض. و"الجهاد كول JihadCool". وبالطبع يلعب الإنترنت الدور الرئيس للترويج للأفكار السلفية، فالإنترنت بسيط التكاليف ويستخدمه أغلب الشباب، وبالأخص الفيديوهات والأناشيد يبحث عنها الشباب على الإنترنت.

وتوجد تنظيمات أخرى مثل: حركة ميلي جروس (IGMG) الإسلامية التي تأسست عام 1985 في ألمانيا تحت شعار "رؤية جديدة" للعالم"، ويعد نجم الدين أربكان هو الأب الروحي لتلك الحركة. و"جماعة التبليغ" (TJ)، والمركز الإسلامي في هامبورغ (IZH) حيث تعتبر ألمانيا مقرا للعديد من المراكز الإسلامية الموالية لإيران، وأهم هذه المراكز في هامبورغ والذي أنشئ عام 1962.

السلفية الفرنسية

تعد مجموعة "فرسان العزة السلفيّة"، من أهم المجموعات المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية.. سبق للسلطات الفرنسية تفكيك خلايا لها، بتهمة الإرهاب. وتم تأسيس  تنظيم "فرسان العزة" في آب/أغسطس 2010، في منطقة نانت فرانكو التونسية، على يد الفرنسي من أصل مغربي يدعى محمد الشملان، وعدد من النشطاء الإسلاميين الشباب.

وعقب تأسيس المجموعة قاموا بتدشين منتدى الكتروني على شبكة الانترنت يعلنون خلاله "مكافحة الإسلاموفوبيا" و"الدفاع عن المسلمين والحجاب" في فرنسا.

نجحت جماعة " فرسان العزة" والجماعات السلفية والمتطرفة الأخرى، في لفت الانتباه إليها من خلال تصريحات زعمائها، الذين يحملون الجنسيات الأوربية، المثيرة للجدل وخروجها للتظاهر في الساحات العمومية واستفادتها من حرية التعبير في الجهر بـ"الدعوة إلى إقامة الخلافة" في أوروبا وفي باقي دول العالم.

وقد وصفت الصحافة الفرنسية "فرسان العزة"، بأنهم إحدى جماعات الإسلام الراديكالي، تتبنى أفكار مؤسس جماعة الإخوان سيد قطب، وأفكار زعيم ومؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وأن المواطنين الفرنسيين كفار، والحكومة الفرنسية تمثل حكم طاغوت، وأن الديمقراطية كفر.

ونشر موقع مجموعة "فرسان العزة" على الإنترنت والذي تم إغلاقه، كتابات من قبيل "إن جماعتنا في حاجة إلى طاقات بشرية للعمل في سبيل الله، نبحث عن كل الكفاءات وخاصة عن جنود، فإذا كنتم تحبون رياضة القتال وتشعرون بأنكم قادرون على التدخل بسرعة عند الحاجة، فإننا نرحب بكم".

ومن أهداف الجماعة، التي نشرتها على موقعها هو "الدعوة إلى الله، والدعوة إلى التوحيد، الدعوة إلى الجهاد، الدعوة إلى الخلافة".

أمير الجماعة محمد شملان من مواليد 15 نوفمبر 1977، ولد في نانت غربي فرنسا من أب مغربي وأم فرنسية. وحكم علي محمد الشملان بالسجن لمدة ٤ أشهر مع وقف التنفيذ بتهمة التحريض على التمييز العنصري، عقب تنظيم مظاهرات في ساحة "لاموت" في مدينة لاموج الفرنسية في يونيو 2010 ، دعوا خلالها إلى مقاطعة سلسلة المطاعم الأمريكية "ماكدونالدز" لاتهامها بخدمة إسرائيل.

ومِن أَبرز الأنشطة التي نظمتها مجموعة فرسان العزة ، الاحتجاج الذي نظم صيف 2010 وسط ساحة "لاموت" في مدينة "لاموج"، ورفعوا خلاله شعارات ولافتات تدعو إلى مقاطعة مطاعم "ماك دونالدز" الأمريكية لاعتبار صلتها بإسرائيل، وهو الاحتجاج الذي اعتقل خلاله الشملان وتوبع بالسجن لـ4 أشهر مع وقف التنفيذ بتهمة "التحريض على التمييز العنصري"، قبل أن تنظم المجموعة احتجاجا آخر أمام محكمة في مدينة "مو" الفرنسية، ضد القانون المدني الفرنسي، حيث قاموا بإحراق نسخ منه.

ومع بروز الجدال الحاد حول قانون يحظر الحجاب في الأماكن العمومية الفرنسية، خرج شملان برفقة زملائه في تظاهرات ضد القانون، تطالب بما وصفوه "سحب القوانين المشينة ضد الحجاب والنقاب"، فيما ضمت بيانات "فرسان العزة" كذلك مطالب أخرى برحيل القوات الفرنسية عن الأراضي ذات الغالبية المسلمة دون شروط".

وفي ابريل 2012، اعتقل زعيم "فرسان العزة" وبعض الإسلاميين المتطرفين في فرنسا، بتهمة التخطيط لعمليات خطف بينها واحدة تستهدف قاضيا يهوديا.

في نهاية يناير 2012، طلب وزير الداخلية الفرنسي آنذاك، كلود غيان تفكيك المجموعة الإسلامية "فرسان العزة"، قائلاً إنه "من غير المقبول أن تؤوى فرنسا مجموعة تقوم بتدريب أشخاص على الكفاح المسلح.

وتم حل هذه المجموعة الإسلامية في 1 مارس 2012، وفقاً لقانون الفرنسي رقم 10 يناير 1936 الخاص بالجماعات والمليشيات لمسلحة، وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية الفرنسية آنذاك، هنري بيار برانديه، بأن بلاده لم يسبق لها أن اتخذت قرارا مماثلا بحق أي جمعية إسلامية منذ العام 1936.

أسلمة بريطانيا

من أهم التنظيمات الإسلامية في بريطانيا "الرابطة الإسلامية في بريطانيا  MAB وفروعها، والمبادرة الإسلامية البريطانية MBI ومؤسسة قرطبة". وقد تأسست رابطة مسلمي بريطانيا العام 1997، على يد كمال الهلباوي الذي كان في وقتها المتحدث باسم الإخوان المسلمين في أوروبا، وتم وصف الاتحاد من قبل المراقبين المتعاطفين وفي البرلمان على حد سواء بأنه مجموعة ثابتة تابعة للإخوان المسلمين. وقد تعزز هذا الاعتقاد بحقيقة أن الأعضاء القياديين في الاتحاد كان من ضمنهم عزام تميمي ومحمد صوالحة وأنس التكريتي. لقد ظل عزام يجوب العالم بصفته مبعوثاً خاصاً لمنظمة حماس وعرف عنه دفاعه المستميت عن المنظمة في حين أن صوالحة وصفتْه وثائق محكمة أمريكية – وهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي - بأنه قيادي سابق من حماس في الضفة الغربية.

وبعد أن اضطلع صوالحة بدور محوري في اتحاد المسلمين البريطاني، أقدم لاحقاً على إنشاء مبادرة المسلمين البريطانية في العام 2006 . وقد كان أنس التكريتي مرتبطًا ارتباطا وثيقًا بتلك المبادرة، وهو نفسه رئيس سابق للرابطة الإسلامية في بريطانيا وفي عام  2005 أنشأ أيضاً مؤسسة قرطبة بزعم الترويج للحوار بين الغرب والعالم الإسلامي.

وهناك المجلس الإسلامي في بريطانيا MCB وهو عبارة عن مجموعة تتوجه إليها نفسها أصابع الاتهام بأنها تتبنى آراء متطرفة نتيجة لصلاتها وارتباطاتها بالجماعة الإسلامية.

وشنت الصحف البريطانية في يونيو 2013 هجوماً لاذعاً على" شودري" الذي يشتبه في انه كان وراء الاعتداء الذي نفذه اديبولاجو 28 عاما بعد اعتناقه الإسلام، بذبح الشرطي البريطاني. واعتبرت الصحيفة أن الإمام شودري مثال على الشر وطالبت بمحاكمته. شودري هو محامي سابق عاطل عن العمل، وزعيم جماعة ما يسمى إسلام فور يو كيه (Islam 4 UK) التي تتقاطع أهدافها موضوعياً مع أهداف جماعة " الشريعة من أجل بريطانيا".

أما "تنظيم المهاجرين" فتزعمه عمر بكري. وكان التنظيم قد غيّر اسمه إلى "الغرباء" تحت زعامة الناشط في تنظيم المهاجرين أبو عز الدين، واسمه الحقيقي عمر بروكس، ذو الأصول الجامايكية. وتدعو جمعية "الحاجة للخليفة"، الأمة الإسلامية للعمل من أجل إقامة خلافة إسلامية لكي يتحول الشرق والغرب إلى "دار الإسلام"، وقد تم حظر هذه المنظمة الجديدة إلى جانب مشروع الشريعة وجمعية الدعوة الإسلامية (المرتبطة بتنظيم المهاجرين) في يونيو من العام 2014. وهناك كلية لندن للشريعة، ومركز السجناء المسلمين والطوارئ الإسلامية. وجمعيها تنظيمات وجمعيات مرتبطة بتنظيم المهاجرين.

ومن الجدير الإشارة إلى أن دراسة حديثة بريطانية واسعة عن موقع الدين في المجتمع الحديث، أعدتها لجنة برئاسة القاضية المعروفة البارونة بتلر سلوس وعضوية ممثلين كبار عن سائر الأديان. خلص تقريرها إلى أن هبوط عدد المصلين في الكنائس وصعود الإسلام وغيره من الأديان الأخرى يعني أن المطلوب إيجاد "تسوية جديدة" للدين في بريطانيا تعطي صوتا أكبر لغير المتدينين وللديانات الأخرى غير المسيحية.

ويدعم التقرير ما يُتخذ من خطوات لخفض عدد الأساقفة في كنيسة انكلترا ومجلس اللوردات وإعطاء مقاعد للأئمة والحاخامات وغيرهم من أحبار الديانات غير المسيحية.

ومن الفقرات المثيرة للجدل في التقرير دعوته إلى إعادة التفكير في سياسة مكافحة الإرهاب وتمكين الطلاب من إبداء آراء راديكالية في الجامعات دون خوف من الإبلاغ عنهم لدى الأجهزة الأمنية.

ويسلط التقرير الضوء على أرقام تبين هبوط عدد الأشخاص الذين يقولون انهم مسيحيون إنجيليون من 40% عام 1983 إلى أقل من 20% عام 2013.

وجاء في التقرير "أن ثلاثة اتجاهات لافتة في العقود الأخيرة قامت بتثوير الساحة التي يلتقي الدين والإيمان في بريطانيا ويتفاعلان فيها. الاتجاه الأول زيادة عدد ذوي المعتقدات والهويات غير الدينية. والثاني تراجع الانتماء إلى الديانة المسيحية والإيمان والممارسة المسيحية، وفي إطار هذا التراجع حدوث نقلة في الانتماء إلى المسيحية يعني أن الإنجيليين لم يعودوا يشكلون أغلبية المسيحيين. والثالث هو زيادة عدد ذوي الانتماء الديني لكنهم ليسوا مسيحيين".

الإسلاميون الطليان

يمكن رصد المنظمات والجمعيات الإسلامية النشطة في إيطاليا فيما يلي:

1- جمعية المسلمين في إيطاليا، أسسها ويقودها أحد ضباط الجيش الإيطالي من أصل صومالي، ويزعم أن جمعيته تضم أكثر من ألف مسلم إيطالي الأصل.

2- المسلمون الإيطاليون، وأسسها مواطن إيطالي من أصل اسكتلندي، ربما يمثل نفسه فقط ، أو عائلته على الأكثر، ويدعي أنه يرأس مسلمي إيطاليا.

3- الجمعية الدينية الإسلامية، نشأت في البداية مركزاً لدراسات جينونيانو، ثم تحولت إلى جمعية دينية إسلامية بهدف الحصول على اعتراف رسمي من الحكومة الايطالية.

وتشكل الديانة الإسلامية في إيطاليا، الدين الثاني بعد الكاثوليكية، إذ زاد عدد المسلمين من أصل إيطالي على المائة ألف مسلم، إلى جانب المهاجرين من الدول الإسلامية الذين بلغ تعدادهم ـ حسب الإحصاءات الرسمية الأخيرة ـ أكثر من مليون مهاجر.

السلفية الجهادية الهولندية

تعود نشأة شبكات ومنظمات سلفية في هولندا إلى مطلع ثمانينيات القرن المنصرم. بسبب هجرة النشطاء الإسلاميين من الشرق الأوسط إلى هولندا. وكانت جماعة هوفتاد كروب، أولى جماعات السلفية الجهادية في هولندا، وهي شبكة من المتطرفين الشباب، أدارها محمد بويري، وهو شاب هولندي من أصول مغربية اغتال المنتج السينمائي ثيو فان غوخ عام 2004.

ونشطت في هولندا شبكات سلفية أخرى انطلاقاً من: مسجد "التوحيد" في أمستردام، ومسجد "السنّة" في لاهاي، ومسجد "الأوقاف/ الفرقان" في أيندهوفن. وتمحورت شبكة سلفية حول عائلة "سلام" في تيلبيرغ، وكانت هناك شبكة محيطة بالواعظ الديني عبد الله بوشتى.

وخلال السنوات التي أعقبت مقتل فان غوخ قام معظم الواعظين السلفيين بتهدئة خطابهم ومطبوعاتهم؛ حيث ندّدوا بأحداث أيلول والقاعدة والجريمة التي ارتكبها البيرومي والتفجيرات الإرهابية في مدريد العام 2004، ثمّ تفجيرات لندن العام 2005. كما دانوا الجماعات التي تقوم بتكفير المسلمين وأطلقوا عليهم "التكفيريين" أو "الخوارج"، حيث إنّ بعضَ التفسيرات السلفية تعطي للتكفير تبريرات لاستخدام العنف. إلّا أنّ المواقف المعارضة التي اتخذتها هذه المنظمات السلفية ضد التطرّف أدّت إلى تهميش بعض الشباب المتطرّف، وأحياناً مُنعوا من دخول المساجد أو تمّ تبليغ السلطات عنهم بسبب آرائهم الأصولية.

وقامت جماعات سلفية عدة في هولندا بين عامي 2008 و2009، بنشاطات مكثّفة، مثل المناظرات المتلفزة، وبعض المقالات المنشورة عبر مواقعهم على الإنترنت. ولكن بعض الجماعات السلفية كانت ترفض حتى هذا المستوى المحدود من النشاط السياسي وكان أصحابها يسعون إلى الابتعاد من الحياة السياسية والتظاهرات قدر المستطاع على الرغم من كونهم جزءاً من النقاش السياسي في هولندا، فباستثناء بعض المناظرات مع رجال دين مسيحيين. كانت معظم نشاطات الدعوة التي يقومون بها موجّهة إلى الجالية المسلمة ضمن فضاءاتهم الخاصة أو في المساجد. لمْ يكن السلفيون في هولندا قد شاركوا أو نظموا أي تظاهرة من قبل، كما أنّ المزيج المتكون من التفسير السلفي المتطرّف للإسلام ودعواتهم لتطبيق الشريعة كانَ ظاهرةً مستحدثة.

وتجسيداً للظاهرة المستحدثة أي "السلفية الهولندية" التي تجاوزت مرحلة التعاطف مع النهج السلفي إلى المشاركة الفعلية في النشاط السياسي. برزت جماعات سلفية متطرفة، منها: جماعة "شريعة من أجل هولندا"، جماعة "خلف القضبان"، و حركة "سترات دعوة". وهي جماعات استغلت أجواء حرية التعبير للترويج لأفكارها. فعقد قادتها مؤتمرات صحفية ونظموا مظاهرات احتجاجية. كان لبعضها تبعات سياسية وأمنية. ففي شهر يونيو (حزيران) من العام 2012 ألقت الشرطة الهولندية القبض على شاب مسلم، من مدينة "فوردن" بعد التصريحات التي أدلى بها في مؤتمر صحفي لجماعة "الشريعة من أجل هولندا" في "أمستردام"؛ حيث اتُّهِمَ الشاب بتهديد السياسي الهولندي رئيس حزب الحرية اليميني "خيرت فيلدرز". فأثناء المؤتمر الصحفي شبه الشاب "فيلدرز" بـ"كلب الروم"، وأن المجموعة سوف تتعامل معه كما تم التعامل مع أمثاله.

وفي السابع من أكتوبر(تشرين الأول) العام 2011، قامتْ منظمة "خلف القضبان" الهولندية بتنظيم تظاهرة، ضمت  نحو ثلاثين شاباً وشابةٍ من الجالية المسلمة تظاهروا ضد قانون حظر النقاب الذي فرضتهُ السلطات الهولندية. جاء المتظاهرون من داخل هولندا ومن بلجيكا للتجمّع في لاهاي، مقر الحكومة الهولندية، وهمْ يحملون لافتات كُتِبَ عليها "ساعدونا، فهم يضطهدوننا"، "إيّاكم والاقتراب من نقابي، إنّ الدعارة جريمة"، "الله غالب على أمره"، "الحرية لا توزّع على المسلمين بالتساوي". و منظمة "خلف القضبان" ، منظمة إسلامية تدعو المسلمين إلى التضامن مع المعتقلين المسلمين الذين تعرضوا للظلم. عُرفت المنظمة أيضاً بمعارضتها لقانون حظر النقاب، الذي اعتبرتهُ انتهاكاً لحرية المرأة المسلمة.

وبعد تظاهرة منظمة "خلف القضبان"  بفترة وجيزة تأسست حركة "سترات دعوة"، التي يمكن ترجمتها حرفياً إلى "دعوة الشارع". أي نشر الدعوة الإسلامية علانيةً لأول مرّة في هولندا، أي بمعنى، أنّ المسلمين كانوا يروّجون لتفسيرهم الإسلامي في الشارع الهولندي وهي سابقة تاريخية.

وكانت أجهزة الأمن والاستخبارات الهولندية قد بدأت بمراقبة هذه الجماعات أواخر التسعينيات، وهي خاضعة منذ ذلك الحين إلى الرقابة المستمرة لاسيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). ومع حلول العام 2004 أخذ السياسيون الهولنديون وأجهزة الأمن يصنفون هذا التيار كتهديد للنظام الديمقراطي بسبب النهج العنفي لتفرعاته الأيديولوجية حول العالم. وتجدد الجدل حول الإسلام منذ بروز الحزب الشعبي المناهض للإسلام.

ولكن الجماعات غير العنيفة كانت تشكّل معضلة أيضاً حيث إنّ تقرير جهاز المخابرات المُعَنْوَن (المقاومة والمكافحة) أخضع السلفية إلى الرقابة الشديدة من قبل الأمن والصحافة وحتى الباحثين الأكاديميين. في المقابل وقعَ على القائمين على المساجد والأئمة ورجال الدين مسؤولية الوقوف علناً ضد التطرّف العنيف، وبالفعل قامت الجالية المسلمة في هولندا بحملة ضد التطرّف إلى جانب الحكومة الهولندية.

ومؤخراً، أعلنت وكالة الاستخبارات الهولندية، أنه "قام العديد من أعضاء التنظيمات الإسلامية مثل "شريعة من أجل هولندا" و"خلف القضبان" بالرحيل إلى سوريا للمشاركة في الحرب هناك بدعوى الجهاد". والسؤال المطروح راهناً هو هل يشكل الإعلان الاستخباراتي نعياً لظاهرة السلفية الجهادية في هولندا، وبالتالي ينحسر الجدل حول الإسلام والمسلمين لصالح تعزيز التسامح و الحرية الدينية في المجتمع الهولندي؟.

وتتواجد في كل من: السويد والنرويج وبلجيكا والدنمرك وأسبانيا تنظيمات سلفية والشبكات السرية التي يعد بعضها متعاطفاً أو مرتبطاً تنظيمياً بمنظمة "القاعدة" أو تنظيم "داعش"، ومنها التنظيمات السلفية التالية: "الشريعة من أجل السويد"، "بروفيتانس أمة" النرويجية، "إسلام نت" النرويجية، وجماعة  "الشريعة من أجل بلجيكا" وهي جماعة أسسها متشددين من مسلمي بلجيكا في 2010. وحركة المجاهد في إسبانيا.

كما يحظر وجود ونشاط العشرات من التنظيمات والجماعات والحركات الإسلامية في أوروبا، منها: كتائب عبد الله عزام، جماعة أبو سياف، جيش عدن أبين الإسلامي، أجناد مصر، كتائب شهداء الأقصى، حركة الغرباء، جبهة النصرة، تنظيم القاعدة، حركة الشباب المجاهدين، أنصار الشريعة(ليبيا)، أنصار الشريعة(تونس)، أنصار الإسلام، جماعة أنصار السنة، أنصار بيت المقدس، جيش الإسلام، عصبة الأنصار، جيش تحرير بلوشستان، حركة حماس، حركة الجهاد الإسلامي، حركة المجاهدين، حزب الله، خدام الإسلام، عسكر طيبة، الجماعة الليبية المقاتلة، جماعة التكفير والهجرة وحركة تطبيق الشريعة المحمدية. 

اعلى الصفحة